السباهي .. رحيل في أيام العشر

2012-10-23 18:58
السباهي .. رحيل في أيام العشر

احمد زين باحميد

السباهي .. رحيل في أيام العشر

                                                                                                                        احمد احمد زين باحميد - خاص - شبوة برس

بين الوالد احمد عبدالله ذيبان .. المشهور ( بالصوفي ) والولد احمد صالح الناصري.. المشهور ( بالسباهي )  سنوات عديدة بين موت الأول ثمانينات القرن الماضي ورحيل الأخير مساء أمس الأحد 21/10/2012م كان وصولي إلى عتق ومغادرتي إياها ، وخلال ما يزيد على ربع قرن كانت عتق المدينة تتشكل وتتحول وتمضي في حياة عنوانها حب ووئام .. وجيرة وجوار بأبعاد لا تنتهي.

 

يأتي الخبر فاجعا صادما – مات السباهي – مات الأب الحنون مات الرجل ..  الرجل الذي كان اعمي بنظره لكنه كان مبصرا بنظراته ونظرته ..مبصر في دعواته وحضوره بالصف الأول مبصر للطريق ولمسالكه ووعورته  لقد كان له مكانه المميز ومكانته الحبيبة بالمسجد .. لم يكن عالما ولم يكن إلا ذلكم البسيط من خلف طاحونة صغيرة وجلسة في ظل جدار على قارعة الطريق لكنه كان مشهورا بصدق وحب وصوت جهوري ( يا عباد الله اتقوا الله......) بعد صلوات يعرفها كل من يؤم مسجد الشيخ أبوبكر بن سالم بعتق ، لا يخطئه عقل كبير ولا تجهله عين صغير الكل يراه يتوكاء على عصاه ويتهادى أحيانا إلى المسجد غدوا ورواحا كان جارا لكنه قبل ذلك كان حبيبا إلى النفس من خلال معرفة الوالد شاكر الداحمة كانت الآصرة اكبر وكانت المعرفة أعمق أكانمعه رحمه الله أم مع أبنائه عبدالحكيم وخالد والأسرة الكريمة .

تواردت الخواطر – في مثل هذا اليوم 21أكتوبر1993م  مات أبي العزيز  الشيخ  زين بن سالم بن عمر  باحميد الذي زارني  بعتق وتعرف على بعض أهلها ليطمئن علي وكيف أعيش في مكان عملي , وفي ليلة بعد أن صلى العشاء تلك الليلة ولم تكن عليه علامات موت لكنه الأجل وتمت الصلاة عليه و دفنه بقريتنا مدودة حضرموت عصر اليوم التالي 22/10/1993م  ولا تسل عن حالتي وإخوتي وكل أسرتنا ساعتها  -  وفتحت الذاكرة على مشاهد ومشاعر من الروعة في عتق الخير والأخيار .. والحب والأحباب.. والأخوة والإخوان.. والعشرة والمعشر لكنها سنة الله وقدرته وقدره وأمره جل في علاه.

 

 آخر مهرجان احتفائي شهدته بأم عيني وصوله المسجد يوم الجمعة الماضية 3 ذي الحجة 1433للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم  الكل يصافحه مرحبا وداعيا له بالصحة والعافية وهو يبادلهم بدعاء من تهدج صوته وبدا عليه وهن الشيب وضعف القوى ما أجمله وهو يدلف إلى المسجد وبصوت عال السلام عليكم .. ما أجمله وهو يسألك عن الصغار من أسرتك عن جيرانك عن المسافرين عن الأهل أجمعين ما أجمله وهو يدعو لك .

 

وجوه غابت وأسماء ودعت هذه الحياة في عتق فقط وانتقلت إلى الدار الآخرة منها على سبيل المثال لا الحصر تحضرني الآن في لحظة انفعالية دونما إرادة مني :

 

خميس بن فرج،  علي بامسلم ، محمد خميس بن فرج  ، عبدالله جحشان  ، احمد محمد ذيبان ، احمد علي ( ميفا )  ، عبد الرحمن بن عمر با جمال ،  سالم بن عمر با جمال  ، الوالد المنصب محمد أحمد باجمال ، زين بن سالم باجمال ،  احمد عبدالله لقور ،  سالم بن لجهر  ، سالم زنقل لجهر،  أبو عاقة الأب عبدالله بن صالح وأبو عاقلة الابن محمد عبدالله  ، عوض ألشيبه  ، صالح العقيلي ،  سالم الناصري ،  شاكر الداحمة ،  محمد خميس با دويح , صالح بن ناصرالعاض , جمعان بن عوض العاض  ، عبدالله خميس بن فرج ،  سعيد احمد خبازي ،  علي  منصور خبازي محمد عبد الرحمن باجمال ،  سالم بن عبيد خبازي ، احمد بن عبيد خبازي ،  يسلم بن عبيد خبازي ، محمد سالم مرعي ،  سالم بن حسن بن مرعي  ، سالم الحرملي ،  محمد سالم الحرملي  ، صيبع  ، علوي عبدالله ذيبان  ، محمد احمد ذيبان  ، علي محمد باجمال ،  عبدربه عوض لغجل ،  ناصر عبدالله سعيد  ، عبد الرحمن محمد بن سالم باجمال  ، ياسر الصبان , وغيرهم كثير لا تحضرني الأسماء اعتصرت قلوبنا لحظة رحيل كل منهم وذرفت عيوننا الدموع واعترتنا رهبة الموت ساعتئذ .

 

صبيحة كل يوم وأنا أخطو نحو عملي هو يجلس في ظل جدار بيته والطاحونة التي يجد فيها عملا فتلمس يدآ حانية كدها الجهد في دنيا لا تعرف متى تودعها وتلقي عنها أوهاقها  تكون المصافحة الإضافية والسؤال والحديث القصير ودعوته الحبية التي لا أنساها ( بارك الله فيك )  غادرنا بعد أن صلى الظهر والعصر بالمسجد لكنه غاب المغرب لقد حانت ساعة الرحيل كانت لحظة فارقة ولحظة أخيرة انه يودع دنيا زائلة وتحضره سكرات الموت رحمك الله وأسكنك فسيح جناته واخلفنا فيك خيرا وإنا لله وإنا إليه راجعون

22/10/2012

*  محاضر بكلية الاعلام جامعة حضرموت