لم يعد هناك ما يمكن الرهان عليه لإنقاذ الجنوب من وضعه الكارثي؛ غير الإعتماد على النفس وعلى القدرات الجنوبية المتاحة وهي كثيرة ومتنوعة إذا ما أستثمرت بشكل عقلاني ومسؤول؛ عبر تفاعل ونهوض وطني شامل نوعي وفاعل يتجاوز فيه الجميع كل الحسابات الضيقة والمصالح الآنية العابرة .
لأن الجنوب هو الوعاء التاريخي والثابت الوطني الوحيد؛ وهو قبل وبعد الجميع وفوق كل الإعتبارات والأهواء والأمزجة والتحالفات المؤقته مع الأطراف الخارجية؛ من خلال إقتناع الجميع بأن إنقاذ الجنوب من الضياع هي مسؤولية عظمى مشتركة؛ وبأن التفاهمات والحوار الجاد والمسؤول هو وسيلتهم لتحقيق ذلك؛ والوصول إلى نتائج وطنية جادة يسهم بتحقيقها ويقبل بها كل من يريدون للجنوب حريته وسيادته وإستقلاله بعيداً عن الشعارات والتهريج السياسي.
وهذه هي الأمانة التاريخية الكبرى أمام الأجيال الجنوبية القادمة؛ الملقاة على عاتق كل القوى والنخب والشخصيات السياسية والإجتماعية الجنوبية التي تتصدر المشهد السياسي اليوم وبكل ألوانها ومسمياتها؛ ولم يعد هناك متسعاً من الوقت للمناورات أو التردد في إتخاذ القرارات المصيرية إنقاذاً للجنوب والجنوب وحدة؛ فأنقذوا الوطن تنقذوا به أنفسكم جميعاً وكل أجياله القادمة !.