إصلاح الجنوب لم يكن شريكا للشريحة الاصلاحية المفّعلة للسلطة في صنعاء .. بل صدى لها في الجنوب !!
صالح علي الدويل باراس
" لا يستطيع المصابون بهذا المرض ان يتعرّضوا لأشعة الشمس،فإن تعرّضوا لها تآكلت جلودهم، لذلك يعيشون كل حياتهم في الظل او مقنّعين بأقنعة تقيهم أشعتها ..."
التجمع اليمني للإصلاح أو "الشريحة المفعّلة لمركز السلطة" ، حزب شمالي استظل بالخيمة الإخوانية ، استولده المركز من ذاته بتآمر سياسي للالتفاف على الجنوب،وترتيب القوى الشمالية لابتلاعه كما تؤكده بيانات ولادته....، دخل ثورة الشباب وخاطب ثوارها: " أتيتم بما لم تأت به الأوائل" . واعتقدها الثوّار عناق حماية فإذا هي عناق خنق !!
وما يهمّنا في السياق، صوت التيار "الاخواني الجنوبي"فيه ، فالتيار يتوهّم أنه صاحب مشروع !! والمشروع كائن سياسي تنعكس فيه القضايا، وليس قالبا يضغطها أو مادة تحرقها ،بكذا يتأكد انتماء المشروع لواقعه،وانتماء الواقع له، لكن تيارنا ارتبط"بشريحة" لها مشروعها الخاص بها ، ولم يكن شريكا فيه بل صدى لها في الجنوب !! ، وعلاقة تيارنا "بالشريحة المفعّلة" ممتدة من سبعينات القرن الماضي ، ولم تتمكن أدواته السياسية ان تستقري مشروع الشريحة ونواياها وتآمرها وأهدافها،لقد جمع تيارنا لها الأموال من المهاجر ، وشاركها ما تدّعيه محاربة الشيوعية ، على ان تشاركه محاربة الشيوعية في الجنوب ،فخذلته، ووقفت الشريحة حيث أمرتها مصالح سلطة الشمال أن تقف!! ،ولان تيارنا ساذج صادق يحرّكه الوعظ ولا يملك أدوات تحليل ومصاب "بصمم وعمى ألوان" أدخلته "الشريحة " في تحالفها بعد الوحدة لمحاربة الشيوعية!! فهرول ولم يسمع أو يرَ أن الحر ب الباردة أعلنت هزيمة الشيوعية في عقر دارها!!ولم يدرك بان ذلك التحالف مصلحة شمالية صرفة لا علاقة لها بمحاربة شيوعية او نصرة إسلام ، بل لمحو شراكة الجنوب وطمسه، فقدّم خدماته مجانا ولم يدخل شريكا مسلما عن الجنوب بدل الاشتراكي الشيوعي!! وكان يرى نخب الشمال تحشد لمشروعها ،ويتوهّم انه مشروعه الإسلامي!!، وقدمت الشريحة الفتوى بتكفير الجنوب وعلا نفيرها تنعق في الشمال "من جهّز غازيا فقد غزا "!! واجتاحوا الجنوب و تيارنا في أحلام يقظة يتوهّم مشروعا إسلاميا،!! ويتجسم مشروع "الشريحة " باحتلال استيطاني بدأت تجريبه باستيطان الشماليين لمفاصل ذلك التيار في الجنوب، وتجسمت ملامح احتلال ونهب، رتعت فيه قيادات من الشريحة ذات تقوى ودين!! زوّرت وثائق بملكية منطقة "كالتكس"، والتيار الجنوبي يهذي: لدينا مشروع،لدينا مشروع !!. وتغوّل القمع والقهر في الجنوب و التيار اعمي ،أصم ،اخرس ،لا يرى، لا يسمع ،لا يقول الا ما يرى ويسمع ويقول فضيلته !! وفضيلته جزء أساسي من مشروع طمس الجنوب والتهامه!!.
وانطلق الحراك الجنوبي والتصق التيار بشريحته، وكان عبد الوهاب الآنسي يطرد على الهواء مباشرة كل من يتلفّظ بالقضية الجنوبية، فأن قال لهم قائل: الجنوب، قالوا : نحن أصحاب مشروع اكبر أو قال: ان ملامح مشروعكم غير موجودة في الجنوب ، عشّمونا بقرب الفرج، وان فضيلته يؤكد أن دولة الإسلام قادمة، فان قيل :ان ما يجري في الجنوب ليس من بشائر دولة الإسلام !!، رددوا ما تردده لهم "الشريحة ": مظالم ،مظالم في الجنوب!! ،والمعيب في قولهم: مظالم انهم لم يؤسسوا حتى منظمات عمل مدني تُعنى بالمظالم تحمل اسم الجنوب، فكانوا أقل انتماء لأهله من نساء الجعاشن لأهلهن، فقد خاطبن باسم الجعاشن العالم ومنظماته!! اما تيارنا فقد كان "كبش، لايهش ولاينش"، حرّمت عليهم "الشريحة" مسمى الجنوب فلم تتحرك إسلاميتهم حتى بمسيرة تكشف الظلم في الجنوب!!، وأي ظلم أعظم من دماء تنزف قتلا وجرحا، وانين معتقلين تجاوبه حيطان الزنزانات وجلاوذة التعذيب ، ولانهم "لايهشوا ولاينشوا" أعادت الشريحة تصنيعهم وقدّمتهم منتجا يحمل اسم الجنوب لتسويق مشروعها في الجنوب، وعرضتهم مسخا جنوبيا سمّته " مجلس القوى الثورية الجنوبية" ليقوم بدور "أبي رغال " في الحوار ويسوّقونه في الجنوب بمليشيات فتقمع وتجرح الجنوبيين بالذخيرة الحية كما في "شبوة" وتنسب إرهابها عبر ،قناتها "سهيل" لمسمى غير موجود "الحراك المسلح"، تسمية كتسمية "الحراك القاعدي" الذي أفشله الجنوبيون بسلميتهم .
لو كان التيار صاحب مشروع لقرأ الجنوب بعين الجنوب وليس بعين الشريحة ، وتعايش مع همومه وحراكه السلمي ، لكنه اعتقد ان ثقله في الجنوب بالولاء لكل ما تطلبه "الشريحة" ، فنراهم يهرولون الى صادق اخو حميد في مؤتمره القبلي يمثلون قبائل الجنوب!!!! ، ولو عرف لهم قيمة ووزن في الجنوب لاكتفى بهم وما توعّد وهدد بالحرب على الجنوب وهم باردون حالة " هشتي" لم تشتعل نخوة "القبْيَله" في أنوفهم ، لكن "من يهن يسهل الهوان عليه" .