بعد تصنيف الخارجية الأمريكية جماعة الحوثي جماعة إرهابية فإن ذلك سيوقف كل المفاوضات معهم ولن يكون امام المجتمع الدولي سوى مواصلة دعم الحرب عليهم ومزيد من الحصار لهم كجماعة ،،
سيتعقد المشهد شمالاً أكثر فأكثر ولن يكون هناك سبيل لإنهاء انقلاب تلك الجماعة سوى بالحسم العسكري وإنهاء كل المفاوضات مع تلك الجماعة واستمرار الحصار المفروض عليها مما سيعقد من التعامل مع الملف الإنساني شمالا وسيخلق إشكالات صحية وغذائية كبرى للجماعة في مناطق سيطرتها ،
هذا التصنيف ستنعكس اثاره كذلك بطريقة غير مباشرة على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض والذي تدعمه واشنطن بكافة بنوده كونه أحد عوامل تصحيح المسار العسكري لاتجاه بوصلة المعارك باتجاه صنعاء دون سواها لإنهاء الانقلاب ، مما سيجعل كل الأطراف التي تماطل وتتلكىء بتنفيذه اكثر عرضة لتلقي ضربات سياسية لن تقوى على تحملها.
اما جنوباً كغجرافيا فانه يصبح أكثر انسجاماً مع ذلك التصنيف الذي يجعل منه هو المنتصر والمتعافي الوحيد من ضرر تلك الجماعة الإرهابية المارقة وله الحق الكامل في استمرار حربه ضدهم وهي اليوم باتت حرب مشروعة بأسم الإرهاب ويدعمها العالم بعد أن صنفت الجماعة بالإرهابية ،،
وبهذا التصنيف يتعزز وجود التحالف العربي جنوباً براً وبحراً وذلك لحماية الممرات البحرية التي تمر منها نحو 35 % من احتياج العالم للطاقة ،، وكذلك لا حرج عليه إن قام بدعم القوات والتشكيلات العسكرية الجنوبية المحلية الوليدة من رحم هذه الحرب والتي باتت عملياً هي المسيطرة على الأرض هناك ،،
وهي قوات حتى وإن كانت جنوبية ولها توجهاتها الخاصة فيما يخص قضيتهم السياسية إلا انها تعترف بشرعية الرئيس هادي برغم اعلانها الصريح لمشورعها المتضمن استعادة دولتهم السابقة جنوباً بالطرق القانونية وبحسب المواثيق الدولية وكل تلك ادبيات معلنه تخرجها من قالب التمرد او العصيان للشرعية خاصة وأن التحالف العربي يرى فيها انها حليفا وشريكاً قوياً ويكاد ان يكون وحيداً في معركتهم ضد الانقلاب وضد الإرهاب في المنطقة .
يستطيع المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم أن يستثمر تلك اللحظة السياسية وإن يفاخر بأدبياته التي لطالما اعلنها في خطاباته وبياناته الرسمية من حيث انه كمجلس جنوبي يدعم الشرعية ويعمل معها ومن انهم شركاء حقيقيون للتحالف في مكافحة الإرهاب وقواعده سواء كان ارهاباً حوثياً او ارهاباً اخوانجياً او داعشياً لا يختلف بمضمونه وايدلوجيته عن جماعة الحوثي ،، مع تمسكه بقضية شعبه وارضه دون التنازل عنها ،، فاليوم فقط يتضح لكل سطحي مندفع ان لعبة الذكاء السياسي هي من تربح في الاخير ،، فالقوة أن لم يحكمها عقل تصبح هدامة لمن امسك بها وتملكها .
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان