هدنة خليجية قطرية في قمة العلا وليس صلحاً باتاً.

2021-01-06 01:19

 

1) يفرض تاريخ الخصومة في السنوات السابقة ومحاولات إصلاحها التي انتكست مرارا، ويفرض بقاء القضايا الرئيسية التي كانت سبب الخلاف كما هي دون تغيير كبير فيها، يفرض ذلك اعتبار ما تم في قمة العلا تهدئة او هدنة ويبقى الصلح الحقيقي متروك لجهود المستقبل في حل القضايا الخلافية بين الأطراف بشكل فعلي وليس مجرد اعلان نوايا كما تم اليوم في اجتماع القمة الخليجي.

2) هل كانت القمة الخليجية استجابة لجهود وضغوط الوساطة الخارجية؟

الجواب : نعم ولكن ليس بشكل كلي فالضغوط الامريكية لتوحيد الصف الخليجي ضد ايران موجودة وبقوة منذ اكثر من عامين وليست وليدة اليوم،  والجهود الكويتية للتوسط كانت موجودة باستمرار منذ بدء الخلاف قبل ٣ سنوات تقريبا.

3)اعتقد ان هناك دافع اكثر اهمية ( غير الضغوط الخارجية) شجع على اتخاذ هذه ( المناورة) السياسية من قبل السعودية تحديدا وكذلك قطر.

فالجانب القطري يعتبر اليوم ان أعاد العلاقات مع الاطراف الخليجية ومصر دون أن يقدم تنازلات علنية تلبية للمطالب ال ١٣ التي اشترطتها عليه الدول الاربع سابقا، وان تم الاستجابة غير المباشرة لبعضها من خلال ربما تعديل التعاطي مع تيارات سياسية بالمنطقة كان قطع العلاقة القطرية معها احد المطالب ال ١٣.

4) اما الدوافع السعودية لقمة اليوم ربما ستتضح في الايام القادمة ،

فإلى جانب هدف تصفية اي أوراق مقدما في المنطقة يمكن ان تستخدمها الادارة الامريكية الديمقراطية القادمة واقصد بذلك امرين :

 الاول : تحييد قطر ومنظمات الضغط الممولة منها في أمريكا وأوروبا حتى لا تثير اي قضايا حقوقية ضد المملكة امام الدوائر الرسمية بالغرب تستغلها لاحقا ادارة بايدن للضغط على السعودية  ،

والثاني: الفتوى الدينية لهيئة العلماء السعودية بتجريم الاخوان المسلمين حتى لا تضغط الادارة الامريكية القادمة للافراج عن تلك القيادات والسماح لهم بمعاودة النشاط باسم حرية الرأي.

5) الى جانب هدف تصفية الأوراق مقدما بالمنطقة ربما تسعى السعودية بعد نجاحها في دوران عجلة اتفاق الرياض وعودة الحكومة الي عدن ربما تسعى لضمان توفير بيئة افضل لنجاح الحكومة في المناطق المحررة من خلال تخفيف حدة الاستقطاب الموجود بين طرفي اتفاق الرياض وذلك بطلب جهد قطري لترطيب موقف الاطراف القريبة منها او على الاقل تحييد الموقف القطري من هذه العملية.

هذا الهدف اذا تحقق يعتبر نجاح سياسي للسعودية في صون الاستقرار جنوبا بعد الفشل العسكري شمالا في مناطق سيطرة الحوثي.

6) الهدف السعودي الاخير الذي لايمكن أن نتنبأ به الا اذا سمعنا في الايام القادمة عن اي اتصالات لقيادات حوثية بالدوحة، بما يعني دخول قطر في ملف التوسط لوقف الهجمات المتبادلة بين الحوثي والسعودية.

7) البعض قد يقول لماذا قطر في ظل تواجد عمان، والجواب ان عمان اكثر تحفظا في نسج جهودها الدبلوماسية وليست في موقع الوسيط المستعد لحل مشاكل السعودية مع الحوثي في الوقت الذي تشعر فيه عمان بالقلق الكبير من التطورات السياسية بالمهرة والتي للسعودية اليد الطولي بذلك.

8) الامر الاخر هو أن خير من يمتلك شروط الوساطة والضمان لاي اتفاق بين الحوثي والسعودية هو روسيا وهي مستعدة لذلك حتى في ملف الجنوب، الا ان السعودية ربما لا تريد اغضاب الحليف الأمريكي بفتح الباب بشكل مباشر لدور روسي كبير في جنوب الجزيرة.

9) الخلاصة : الايام ستكشف هل قمة العلا حدث عابر استجابة لضغوط فقط، ام ترمي اطراف فيه لتحقيق مكاسب غير ملحوظة الان،

وما يهمنا نحن هو انعكاس ذلك على ملف الحرب باليمن... هل تسعى الاطراف لخلق استقرار يكرس الوضع السياسي الموجود الان في صنعاء وعدن. ؟

#م_مسعود_احمد_زين