يقول الخامري :
" انتهت الحرب بانتصار علي عبدالله صالح الذي استعان بقيادات عسكرية جنوبية حسمت النتيجة لصالحه، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وبعد الحرب بدأ بممارساته الانتقامية البشعة ضد بعض الجنوبيين الذين شاركوا بالحرب، بمباركة ومشاركة قيادات جنوبية أيضاً كانت تشير عليه وتذكره بما نساه أو سهى عنه، وهؤلاء كانوا أدواته الذين اشتراهم ترغيبا وترهيباً وأصبحوا في صفه، ومنهم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، فالحبّة لا تؤكل إلا من داخلها..!!"
ونحن نقول :
ما ذكرته أستاذ محمد وضعناه بين قوسين وهو صحيح وواقعي بحيث أصبحت القيادات الجنوبية بمختلف توجهاتها ومعها كل كوادر الدولة الجنوبية التي سقطت بسبب تصدعاتها من الداخل وفشل الجنوبيون في استعادة دولتهم التي ضربتها العاصفة الشمالية ورغم ذلك لم تستطع تدميرها إلا من داخلها مستغلة الخلافات والصراعات الجنوبية –الجنوبية ليس منذ حرب 13 يناير بين الرفاق بل منذ بدء صراعاتهم البينية على السلطة منذ نوفمبر عام 1967م ناهيك عن الخلافات الجنوبية قبل الاستقلال حيث اعتبرت تلك القوى المأزومة أن ساعة الحقيقة قد حانت للانتقام من طغمة البيض واعتقدت أن "صالح " هو المخلص والمنقذ لها من كل ما تعرضت له من مظالم على يدي الاشتراكي متجاهلة أن صالح ومن في ركابه لا ينوون خيرا للجنوب وأهله !!
وانتعشت آمال الجنوبيين في المجلس الانتقالي الذي حشد الكثير من الوطنيين الجنوبيين في ركابه وأعتقد الجنوبيون أن الفرج آت لا ريب فيه على يدي المجلس ورئيسه عيدروس الزبيدي ولكن تراجع سقف التلطلعات والأمنيات لشعب الجنوب عندما انتقل الزبيدي وحوارييه المقربين واستقروا في أبوظبي وتركوا عدن بالذات نهشا لضباع المتنفذين من أتباعهم وذيولهم حتى أصبح حرصهم على نهب ممتلكات المواطنين من أراض ومنازل أهم من معالجة خدمات المواطن الأساسية في عدن ،
واختفت كل القيادات الجنوبية من كافة الطيف السياسي من الساحة وأصبحت عدن تنقل الماء على الحمير مع غياب فاضح لكافة الخدمات الأخرى ،وفشل الانتقالي في إدارة ملف عدن وأصبحت مرتعا للخراب لمن هب ودب ،وما ذكر الخامري عن انتخاب الشماليين لأول رئيس جنوبي بأكثر من 7 مليون صوت على حد زعمه لم يكن في الواقع إلا ذر للرماد في العيون وسرعان ما انحازوا" للقبيلي " صالح ضد فيصل ين شملان عام 2006م وهو الذي قزم صالح إلى جانبه في ميدان السياسة وأثبت أن صالح مجرد بلطجي استحوذ على الرئاسة من على ظهر دبابة واستحوذ على البنك المركزي والمال العام وسيطر على القوات المسلحة والأمن ودعمتموه كشمالي ضد بن شملان الجنوبي الحضرمي الذي لا يحتزم بالجنبية وليس قبيليا كما صنفتموه ومن ثم عدتم إلى حضن الديكتاتور صالح، وبعد هذا كله تحدثونا عن النزاهة والمساواة المشطوبة من ثقافتكم ؟!!
وبعد هذا كله تريد أن تقنعنا ياخامري بأنكم من قاد ثورة الشباب في اليمن وأنت تعلم جيدا أن " الإصلاح " قد اختطفها منذ البداية بل وأدخل الحوثي الساحة لقلب المعادلة لصالحكم ومعه صالح والمؤتمر ، أما ما ذكرته عن الرئيس عبدربه فهذا من اختياركم أنتم فلا تنكروا ذلك ولا تعيروه في مطالبه فهو تلميذكم وشرب من طباعكم وكل فاسد جنوبي درس وتخرج على أيديكم وهي لعبة قديمة جبلتم عليها منذ بداية ثورة سبتمبر عام 1962م ولا زالت سلوكا خاصا بكم وحدكم لابتزاز الأشقاء في الخليج حتى اليوم ولقنتم بعض الجنوبيين اللعبة حتى أتقنوها والمثل العربي يقول : اربط الفرس جنب الفرس توخذ من طبعها " فلا تعايرونا بذلك وحقوق الملكية الفكرية مسجلة باسمكم !!
وأما قولك أن مشكلتنا مع بعض القيادات الجنوبية الرخيصة فأوافقك القول في ذلك ولكن لا تنسى أنكم من علمهم ألشحاذه حتى سبقوكم على الأبواب ،وأخيرا أستاذ الخامري لا تعايرونا ببعض الجنوبيين الذين نقلتم لهم العدوى والمثل العربي يقول "رمتني بدائها وانسلت "وفي الختام أسأل الله أن يعيدنا جميعا إلى رشدنا ويهدينا وإياكم إلى الحق ويرزقنا إتباعه وأن نظل متباعدين ومتحابين بدلا من ممارسة الضم والإلحاق على بعضنا وحتى لا نؤسس لجدران من البغضاء والكراهية وسيل من الدماء لا يتوقف !!
د. علوي عمر بن فريد