لوفدنا التفاوضي .. ما بعد بايدن يختلف

2020-11-08 20:02

 

أتمنى وللمرة الأخيرة من وفدنا التفاوضي بالرياض التريث قليلا قبل المشاركة بالحكومة الشرعية القادمة ، فما قبل بايدن ليس كما بعده ، وما أخذ منا بالمكر والخديعة والضغط سنسترده بسهولة ويسر لاحقاً .

 

أكبر غلطة سيرتكبها الإنتقالي إذا لم يستغل صعود بايدن لسدة الرئاسة لفرض قواعد جديدة للعبة السياسية والاقتصادية على الشرعية والسعودية ، عليه إستخدام هذه الورقة الرابحة لإعادة توزيع الحقائب الوزارية بصورة عادلة إذا كان مصر على المشاركة ، وإلغاء حصة الرئيس والوزارات السيادية لأنه حق يراد به باطل ، أو الإنسحاب الفوري إلى عدن وليس إلى أبوظبي .

 

أن تربط مصيرك بمصير الأخرين ضرب من ضروب الجنون والغباء الذي سيفضي إلى الإنتحار السياسي والعسكري لا محالة ، مخطئ من يضن أن السياسة الخارجية والتحالفات والشراكة من الثوابت وليست من المتغيرات ، ولهذا كانت النتيجة كارثية على من ربط مصيره بمصير الرئيس ترمب .

 

الأعزاء الكرام قادة وكوادر وأعضاء المجلس الإنتقالي الجنوبي أنتم خيار شعب وليش خيار قوى إقليمية أو دولية ، وبالتالي مصالح شعبكم ووطنكم أولا وأخيرا ثم مصالح شراكائكم ، هي فرصتنا الأخيرة للخروج من ورطة وحدة الظم والإلحاق والتهميش  .

 

ستخف قبضة السعودية تجاهنا كثيرا بسبب لملمة أوراقها المبعثرة بعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، وسينعكس ذلك سلبا على شرعية الأزمات والكوارث أيضا ، ولن يعد ملف الحرب في اليمن ملفا إقليميا حصريا بيد السعودية بعد الآن ، بل سيصبح ملفا أمريكيا بسبب التعهد العلني للرئيس الأمريكي المنتخب بايدن بإنها الحرب .

 

يخطئ من يظن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدخل بمواجهة مباشرة سياسية أو إقتصادية أو حتى دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية حليفها الإستراتيجي بالمنطقة  ، بعض الملفات الإقليمية المختلف عليها كالحرب اليمنية التي أعلنت السعودية رغبتها بطي صفحة الحرب في اليمن عاجلا غير آجل قد تكون نقطة لقاء بين الإدارتين وليس نقطة خلاف كما يتصور البعض ، بسبب رغبة الطرفين بطي صفحة الحرب .

 

عمليا الطلعات القتالية السعودية محدودة للغاية ، وكذلك المعارك البرية والبحرية ، كما تم تسريح أكثر من 70% من القوات المسلحة اليمنية المشاركة بالحد الجنوبي ، والخروقات الباليستية والدرون والتسلل للأراضي السعودية إنحسرت كثيرا عن السابق من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية ، وما يحدث في مسرح العمليات في الحد الجنوبي للسعودية عبارة عن إستعراض عضلات من قبل طرفي الصراع للتسريع بالحل النهائي والشروع بالعملية التعليمية وإعلان نهاية الحرب في اليمن .

 

هناك خطوط حمراء للسعودية لا يمكن لأي رئيس أمريكي تجاوزها وهي أمن وإستقرار ووحدة أراضيها ، ممثلة بمعاهدة قديمة وقعت بين أمريكا والسعودية لحماية أراضي المملكة من أي إعتداء خارجي ، لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب اليمنية بصورة مباشرة بل لوجستيا لمعرفتها التامة بقدرات مليشيات الحوثي الإيرانية المتواضعة مقارنة مع الجيوش النظامية المحترفة .

 

كانت صنعاء قاب قوسين أو أدنى من تحريرها لولا فساد في بعض القادة العسكريين والأمنيين السعوديين الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على مصلحة وطنهم من خلال إطالة أمد الحرب في اليمن ، وخيانة وغدر قادة الجيش الوهمي الوطني ومشائخ القبائل في شمال اليمن هي من رجحت كفة مليشيات الحوثي الإيرانية .