ما أن بدأنا نتناسى كارثة تفجيرات مرفأ لبنان المؤلمة إذ بنا على موعد كارثة أخرى أكثر إيلاماً أصابت إخواننا السودانيين جراء فيضانات عارمة غيّرت ملامح الحياة و أهلكت الحرث و دمرت البنية التحتية .
أرواح غُرقت ... و جثث فُقدت ... و بيوت دُمّرت ... و مباني غُمرت ... و مزارع طُمست ... و مواشي جُرفت ... و قرى سُحقت ... و طرقات زُلقت .
فيضانات لم يسبق لها مثيل حيث الدمار الهائل و الخسائر الفادحة في الأرواح و الأموال و بالتالي التأثير السلبي على بلد لازال يحاول الخروج من عنق الزجاجة جراء أزمة سياسية أفضت إلى تغيير نظام سابق و تشكيل حكومة جديدة .
فيضانات مريعة شاهدناها و مدى حجم الأضرار الناجمة مما جعلنا نستغرب عدم التدخل المباشر من الأشقاء العرب لمساعدة إخواننا السودانيين أسوة بالتدخل في لبنان بعيداً عن خبث السياسة و المصالح الضيقة .
في المواقف الإنسانية العصيبة الطارئة ينبغي الوقوف مباشرة لأجل الشعوب لا الأنظمة و ترك الخلافات و الصراع جانباً بغض النظر عن حجمها و عمقها .
في الأخير نتمنى من كل الدول الوقوف إلى جانب أشقائنا و إخواننا في السودان و تقديم كل المساعدات و الإغاثات العاجلة و الكافية لتخفيف معاناة الأسر المتضررة و توفير لهم المأوى و الخدمات الطبية اللازمة .
و دمتم في رعاية الله