مسكينة عدن.. لقد تحملت فوق طاقتها وهي رمز وأنموذج المجتمع المدني منذ أواخر القرن التاسع الميلادي لأن قدرها أن تكون كذلك وإلا لما ذكرت في التوراة (سفر حزقيال)..
دفعت المسكينة عدن فاتورة كل مرحلة نيابة عن الآخرين وهي المؤهلة ربانيا للتجارة والسياحة واحتضان كل الأعراف والثقافات إلا أنها واجهت عسفا لتغيير مسارها الحضري والحضاري ولذلك حلت اللعنة على من أراد لها السوء.
مسكينة عدن التي يتعرض أبناؤها لصنوف التنكيل سواء داخل عدن أو خارجها.. ها هو الثلاثاء 14مايو2013م، توجد جثة الشاب مروان الروشاني مرمية في أرض مشروع الفرودس التابعة لعبدالغني الشميري، أحد المقربين من الرئيس صالح، حيث اقتيد الشاب مروان إلى كمين ومعه (320) ألف ريال قيمة مواد مطلوبة لمشروع مسكن عمه وقبل ذلك بأيام وجدت جثة امرأة مكتوفة اليدين وميتة وتحول فردوس الشميري إلى جحيم اكتوت عدن برياح سعيرها..
وها هو الأربعاء 15 مايو 2013م، وفي حي الطويلة بكريتر الحبيبة يوجه عرابدة الأمن المركزي نيران أسلحتهم الآثمة إلى رأس الشاب الوديع أحمد محمود الدرويش وأردوه قتيلا وحيا عند ربه يرزق ولكم الله يا أهل عدن.
وها هو الخميس 16مايو2013م عرابدة آخرون يقتلون الشابين البريئين خالد محمد الخطيب وجعفر حسن أمان، قتلوهما بدم بارد يندى له الضمير الإنساني لأن العرابدة كانوا في نشوة العرس.. لك الله أيتها الأسيرة عدن.
وبعد ذلك بأيام لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة وفي المعهد التجاري بخورمكسر تعرضت التربوية القديرة المخضرمة الأستاذة إخلاص حامد خان مستشارة وزارة التعليم الفني والتدريب المهني إلى اعتداء غاشم من قبل أحد الطلاب الذي ضربها ضربا مبرحا أفقدها الوعي وسقطت مغشيا عليها.. تصوروا أن شابا تجاوز العشرين عاما يضرب امرأة بعمر أمه.. فضاعت منه الرجولة وضاعت رجولة وضمائر مدرسين وطلاب كانوا يتفرجون على المشهد المؤلم وأعتقد لو أن امرئ بعشر ضمير لتحرك على الفور لإنهاء ذلك المنكر امتثالا لقوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، ولكن لا حياة لمن تنادي ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.
نعود لفردوس الشميري وجحيم عدن لمعرفة سر اختيار الفردوس مقبرة لأهل عدن، لأن فردوس الشميري خرجت عن مسارها من مشروع استثماري إلى معرض للقتلى الأبرياء.
أنصح إخواننا وشبابنا في مكونات عدن: مجلس عدن الوطني ونخبة شباب عدن والندوة العدنية والجمعية الجيولوجية وجمعية التاريخ والآثار اليمنية- عدن وكل مكونات المرأة في عدن أن تنشط في الساحات والمواقع أمام مكاتب النيابة والصهاريج ومكتب الاستثمار وأمام المعهد التجاري ومكتب التعليم الفني والتدريب المهني ليعربوا عن استنكارهم لكل ما حدث ويحدث وأن ينشطوا في مواقعهم الالكترونية وفي صفحاتهم في الفيسبوك ويدخلوا على مواقع كل المنظمات الدولية لتعريفهم بما يدور في عدن من كوارث ومهازل وتنكيل للمجتمع المدني.. قولوا لهم: لنا الله وأنتم!