إتفاق على الورق.. وعلى الأرض الحقيقة !
بقاء الوضع على صورته الحالية ليس صدفة أو قلة حيلة؛ أو ضعفا في قدرة التحالف على تنفيذ إتفاق الرياض؛ بل إن ذلك يأتي في سياق آخر مخطط له ومتفق عليه كما نعتقد؛ وكما تدل على ذلك كل الشواهد السياسية والميدانية؛ وليس لذلك من تفسير غير الرغبة في الذهاب إلى مواجهات أوسع وأشمل وأكثر تدميراً للمقدرات الجنوبية المادية والبشرية؛ وبما يجعل الجنوب مرغماً على مد يده دوماً لطلب المساعدة من غيره؛ للوصول إلى تحقيق بعض أهداف من صمموا هذا الإتفاق أو توافقوا عليه و( يشرفون ) على تنفيذه بشكل مباشر أو غير مباشر - إقليمياً ودولياً - ؛ وسيدخل الجنوب بذلك - لا سمح الله - مرحلة خطيرة من الصراع المتعدد الأشكال والوسائل وبما قد يمكن ونكرر ( قد يمكن ) بعض مشاريع التقسيم من تحقيق جزءاً من أهدافها !!
وإن لم يستشعر أبناء الجنوب خطورة ذلك على شعبهم وقضيته الوطنية العادلة؛ أو غابت عن بعضهم مثل هذه الحقيقة الواضحة؛ وأياً كانت مواقعهم ومواقفهم ورؤاهم المعلنة على تعددها؛ فإن النتائج ستكون كارثية على الجميع وبكل المقاييس؛ ومعها ستسقط كل الحسابات والتموضعات السياسية الخاطئة من هنا وهناك وتحت أي عنوان أو ذريعة ومن أي نوع كانت !!
فهل نأمل بصحوة ضمير وطنية صادقة ننقذ بها ما يمكن إنقاذه وقبل فوات الآوان ؟
صالح شائف