لم يكن د. أحمد عبيد بن دغر، الوحيد من السياسيين الذين ظلوا الى قبل يومين يروجون لكذبة أن طبيعة الصراع بالجنوب صراعا مناطقيا وليس صراعا سياسيا، ولكنه من القلائل الذين عادوا مؤخرا الى صوابهم السياسي بشأن توصيف الصراع بالجنوب توصيفا صحيحا يقبله العقل والمنطق بصرف النظر عن مواقفنا جميعا تجاه هذه الصراع.
بن دغر قال قبل يومين وهو يتحدث عن وحدوية الإتلاف الجنوبي وعن ضرورة أن يكون لهذا الائتلاف الحق أن يدافع عن مشروعه السياسي المتمثل بمشروع الدولة اليمنية الاتحادية، كون طبيعة الصراع بين هذا الائتلاف والسلطة من جهة وبين الانتقالي الجنوبي هو-بحسب بن دغر- صراع مشاريع سياسية: (مشروع الدولة الاتحادية هو مشروع الرئيس وأحزاب وطنية عديدة، والائتلاف منها، ).
كما أنه" بن دغر" لم يؤكد فقط أن طبيعة الصراع بالجنوب هو صراع مشاريع سياسية بل أضاف ما ظللنا نشير اليه وهو أن الائتلاف الجنوبي" الذي أسسه رجل الاعمال الشهير\ الشيخ أحمد العيسي" هو جزءاً أصيلا من السلطة ومن مشروعها السياسي والّا علاقة له بالقضية الجنوبية سوى الاسم.
فاختلافنا مع هذا الائتلاف ليس حول قناعته السياسية الوحدوية التي سنحترمها -وليس لنا حق مصادرتها بكل الأحوال- أن هي كانت تأخذ الوضوح دون تضليل أو تزييف أو انتحال لاسم القضية الجنوبية ، بل خلافنا يتمحور حول نقطة تعمده إحداث حالة من التشويش تجاه القضية الجنوبية من خلال استخدام عنوانها ظاهريا للتخفي خلفها وصولا لتحقيق مشروع سياسي (مشروع الستة الأقاليم) الذي خرج به مؤتمر الحوار مثير للجدل والذي تم سلقه وسلق قراراته بغياب التمثيل الجنوبي كليا لضرب القضية الجنوبية (وشطبها من شطبا كاملاً )بحسب تعبير الدكتور ياسين سعيد نعمان غداة انتهاء ذلك الحوار والذي كان نعمان واحدا من كبار مهندسيه قبل أن يصطدم بصخرة المكيدة. هذا هو لبُ خلافنا مع ائتلاف العيسي والذي تربطنا بكثير من اعضائه علاقة صداقة وأخِــوّة لا يفسد ودِّها أي خلاف.
وكنا نأمل ان ينتهج هذا الائتلاف نهح الوضوح وهو يرفع شعار الوحدة أو الموت حتى ولو كان على شاكلة مكون (لجان الدفاع عن الوحدة) التي أسستها سلطة 7يوليو94م حتى 2015م بدل من أسلوب الخداع المكشوف.
*صلاح السقلدي.