ملحمة بطولية كبرى سطرها شعب الجنوب الثائر في اكبر تجمع بشري يشهده الوطن العربي والجنوب ككل تحت هدف واحد وصوت واحد فك الارتباط واستعادة الهوية الجنوبية والدولة المحتلة وطرد الغزاة .
من اجل ذكرى فك الارتباط هب الجنوب كله في سابقة تاريخية لم يشهدها الجنوب من قبل زحف من اقصاه الى اقصاه بمليونية كبرى مليونية أم المليونيات بل مليونية الملايين في استفتاء نهائي ما قبل الرحيل والوداع الاخير ، مليونية هي الاضخم اتفق الجميع على مكانها الموعود في العاصمة الابدية عدن بعد ان كانت في مليونيات سابقة ما بين عدن وحضرموت .
ككل مرة وفي كل مليونية الشعب الجنوبي يزحف ويصر على الزحف راجلين بمواكب ترعب الاعداء هذه المرة دخلتا حضرموت والمهرة على خط الزحف صوب العاصمة عدن لنشكل ونرسم اللوحة الثورية معا بموكب هو الاضخم والاكبر حسبما رأت أم عيني لتلك الحشود التي لم تتسع لها ساحة الميدان ساحة الثوار ساحة الابطال عرصات الملحمة .
كل المحافظات الست شاركت االزحف "المهرة - لحج - حضرموت – شبوة – ابين" زاحفين نحو القبلة القادمة العاصمة عدن التي تلهفت ذلك اليوم الموعود .. والملايين انتظرت ساعة الانطلاقة والرحيل بشوق رغم حرارة الصيف اللاذعة لكن يبقى حب الوطن هو الاغلى وحرارة المعاناة والواقع المجتمعي المزري الذي يتذوق كاسه المرير هذا الشعب منذ تاريخ الاعلان هو اشد حرارة لتدفعهم زاحفين بمواكب من كل فيافي الجنوب ومن اعالي جباله السود قاطعين مئات الكيلو مترات باحثين عن جهة البوصلة العدنية .
في تلك الملحمة المرعبة للأعداء والمتآمرين ، شعب الجنوب كله سطروا انصع الصور البطولية بتكاتفهم وتعاضدهم واعادة ثقتهم بأنفسهم بل اعادة الهوية المجتمعية وثقافة التعاون وحب الاخر والمبادرة وهذا ما رأيناه من التفاعل الشعبي والمجتمعي والرسمي وكذا التجار والمجموعات الداعمة واللجان الشعبية المشكلة للحشد ولمدد والمساعدة والمساندة بالمأكل والمشرب وبنقل الجماهير .. اعادة الثقافة الجنوبية وحب العمل والولاء الوطني قبل استعادة الهوية السياسية التي يحتفلون بها على امل ان ينبلج فجر النصر من اجل أعادة الهوية الجغرافية لوطن سلب ها هم بطريقة الملايين يحتفلون في ذكرى اغتصاب وطن .