كانوا يرددون ويكررون ويقولون لنا لو تريدون الجنوب بحق فالمفروض أن يتم ذلك عبر النظام نفسه لا ان تطالبوا فيه من خارجه والمفترض ان تتقاربوا مع الحكومة _ اي حكومة كانت _ وان تطالبوا بحق الجنوب السياسي وقضيته العادلة عبر القنوات الشرعية وطاولات الحوار السياسي وتكونوا جزء من المشهد ،، لا أن تكونوا خارجة .
ولانهم يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم وحانت لحظة مواجهة الحقيقة وتم بالفعل اقتحام قلعتهم واختراق دائرتهم وانتزاع وزارات حكومية من وزاراتهم بأسم الانتقالي الجنوبي ووزارات أخرى لمكونات جنوبية أخرى على قاعدة حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب 50× 50 بعد أن ظنوا انهم قد استطاعوا دفن ندية الجنوب واذابتها ،، وبعد أن شعروا ان الجنوب اليوم بات يتجول في عقر دارهم ودائراتهم التي لطالما احتكروها لهم ،تبدل كلامهم وتغيرت نغمتهم وعبست وجوههم فقالوا :
أن المجلس الانتقالي تخلى عن استعادة الدولة الجنوبية وقبل بحقائب وزارية وباع القضية ،، والغريب انهم يقولون ذلك بحرقة وهم غاضبين ،، مع أنه لو كانوا صادقين فيما يقولونه يفترض أن ذلك أمر يفرحهم طالما أن المجلس تخلى عن استعادة الدولة الجنوبية مقابل حقائب وزارية،، هذا أمر يفترض ان يفرحهم ،، لا أن يغضبهم ليعايروا به الانتقالي !!
لكن في حقيقة الامر هم يقولون ذلك وهم غاضبين لانهم ببساطة يعلمون مسبقا انهم يكذبون في تلك الدعاوى الزائفة التي يراد منها تشوية وجه الانتقالي أمام الشعب في الجنوب،، ويعلمون مسبقاً أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي داخل الحكومة هو مؤشر قوة سياسية للمجلس الانتقالي الذي فرض نفسه وانتزع منهم ماكانوا هم انفسهم يمنعونه عنه ولايريدون له أن يصل إليه ،،
هم يعلمون في قرارة أنفسهم أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي وسط دائرتهم وبتلك الطريقة التي فرض فيه نفسه عليهم رغم انوفهم هو بحد ذاته مؤشر قوة للمجلس وللجنوب وهو بنفس الوقت مؤشر ضعف وخسران لحزب لعين بات هو الحلقة الأضعف بين كل أطراف الصراع ويريد أن يتهرب من ذلك الضعف وتلك الهشاشة التي وصل إليها ليعكسها على من استطاعوا أن يكسروه ويمرغوا أنفه في التراب.
لذلك تجدهم غاضبين وحانقين من أمور يرددها إعلامهم الغبي يفترض أن تفرحههم لانهم يعلمون مسبقا انهم يكذبون ،،
ويعلمون ان القادم السياسي لن يكون في صالحهم ولو جحت الأبقار على قرونها لانهم فقدوا البوصلة وتاهو في الأرض .
عبد القادر القاضي
أبو نشوان