إلى روح الفقيد الدكتور عبد العزيز الدالي

2020-08-08 16:11

 

في أحد الليالي عند الأصيل ، قبل أن يدخل وقت صلاة المغرب ، خلال فترة لجؤنا بدولة الإمارات العربية المتحدة ، ذهبت إلى أحد المقاهي التي عادة أشرب فيها الشاي الأحمر بالنعناع ، وواحد رأس معسل تفاح ، في شعبية خليفة إمارة أبو ظبي ، وهناك وجدت المغفور له بإذن الله ، وزير الخارجية السابق الدكتور عبد العزيز الدالي ، في ذلك المقهى فسلمت عليه ، فدعاني إلى الجلوس على نفس طاولته ، ولم يكن لي به معرفة شخصية من قبل فقط أعرفه صوره ، فاخذنا نتحدث ، فكان إنسانا بسيطا لا يخفي شيئا عن من يتحدث إليه ، تحدثنا عن كل ما نعانيه من جراء الغربة وعن المستقبل ، وكان يحدثني بمرارة عن مستقبل العودة ، قائلا : أنتم ستعودون مرحبا بكم بالرغم من كل شيئ أما نحن سنعود لا مرحب بنا في الجنوب ولا في الشمال نحن الجنوبيين الذي ترجع أصولنا إلى المحافظات الشمالية ولم أكن أعلم أنه من أصول شمالية كنت أظن أنه من حوطة لحج ، فرديت عليه قائلا : لماذا تقول مثل هذا الكلام ، نحن لم نفرق بين الجنوبيون سواء من أصول شمالية أو هندية أو صومالية أو جنوبية أصل ، والدليل أنتم إخواننا الجنوبيين من أصول شمالية ، تبؤتم أعلى المناصب في الحزب والدولة ، وانت كنت وزيرا للخارجية ولا هناك اي فرق كان ، فلا تبتئس سيظل الجنوب بلادك إلى الأبد ، كما هو الحال بالنسبة لأي جنوبي من أصول شمالية آخر أو من أصول هندية أو صومالية أو حتى من أصول إسرائيلية ، فتبسما ضاحكا وقال إن تلك توجسات تنتابني أحيانا ليس إلا ، كان خلوقا معي بسيطا يتحدث دون تحفظ ، وأسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وإن يسكنه فسيح جناته ، الذي جعل من أرض الجنوب وطنا له إلى الأبد كما حدثته ، وسيظل الجنوب وطنا لكل جنوبي إلى الأبد بغض النظر عن أصوله ،

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون