وسط الشارع استوقفني ببنيته الجسمانية وصرامته العسكرية باعتباره ضابط عسكري متقاعد كما يبدو جليا من ملامحه و"شحطته"، وسلم علي بكل ود واحترام وسألني مستغربا
مالك ياخي قلبت مبكرا على الإنتقالي!
ابتسمت له مستغربا من سؤاله وقلت له:ابدا اخي انا ارسخ الصورة الديمقراطية للإنتقالي وأظهر للاخرين مدى قبوله بالرأي والرأي الآخر
ولكن في الحقيقة يبقى المجلس الإنتقالي ، خيارنا الجنوبي الاقوى والأقرب للجميع والأكثر اجماعا وقبولا وشعبية لدى الشارع الجنوبي اليوم بعد ان قدم للجنوب قوة عسكرية جعلت من الجنوب قوة مسيطرة على الأرض وحاضرا اليوم بقوة على طاولة مفاوضات الحل السياسي وهو مالم يقدمه سواه منذ الاحتلال الهمجي المتخلف للجنوب في صيف عام ١٩٩٤م.
استغرب من حديثي وقال لي: لكن من بتابع كتاباتك ومنشوراتك وَتغريداتك مؤخرا لا يمكن أن يفهم ماتقول وإنما يعتقد خلاف ذلك تماما وانك لم تعد مقتنع بالانتقالي ولا مؤملا عليه خاصة بعد قبوله باتفاق الرياض الذي وصفته بأنه آخر مسمار في نعش الإنتقالي شعبيا.
قلت له قد يكون لأن قبوله بمقاسمة حكومة فساد ولصوص الشرعية، السلطة أمر ليس بالهين بالنسبة لقطاع كبير من الشارع الجنوبي، الذي لايمكنه ان يفهم او يقتنع بأن هذا يندرج ضمن التكتيكات السياسية المؤهلة إلى الهدف الوطني الجامع المتمثل في استعادة حرية واستقلال الجنوب كما يبرر ذلك اليوم قادة الإنتقالي في قبولهم العودة إلى حضن حكومة الوحدة والتخلي مرحليا عن أهداف استقلال الجنوب حتى يحين الوقت الوطني المناسب للعودة إلى المطالبة به.
حدق في عيني طويلا ثم تنهد وقال لي قبل ان ينصرف:أنتم الصحفيين صعب النقاش معكم او الاستفادة منكم والخروج بموقف صريح.
قاطعته،، وقلت له:"وهل ماقلته لك غير مقنع..؟
قال ياخي مقنع ولكن مش مقنع في نفس الوقت وكلام صحيح لكن ماقدرت أستوعب كيف يتخلون مرحليا عن أهداف استعادة استقلال الجنوب حتى ينتهوا من تقاسم السلطة والكراسي والمناصب مع شرعية فساد الوحدة،،
قلت له.. ياخي خطوة تكتيكية.. هل تفهم بالتكتيك العسكري
غضب وتغيرت ملامح وجهه ورد بكلام خادش... ولكنه ظل حريصا على استمرار ابتسامته معه وقال:من يضمن أنهم غدا بيقدروا يعودوا لمواصلة التكتكة وان الشعب سيثق فيهم مرة أخرى
أنت صحفي وتفهم ان اغلب الفرص لا تتكرر مرة أخرى وان عليهم استغلال ضعف وفساد وفشل حكومة لصوص شرعية المنفى لإتخاد قرار شجاع وقد الشعب الجنوبي محاصر بكل الأزمات ومحارب من كل الخدمات وصولا إلى المرتبات وبالتالي مستعد لتحمل اي نتائج لمثل هذا القرار المصيري المتعلق بإعلان استقلال الجنوب كأمر واقع مهما كانت النتائج فليس هناك اكثر مما نعانيه اليوم من حرب مفتوحة على كل الاصعدة، بدلا من بيع الوهم والجري خلف تحالف وهمي يقوده أطفال ويتحكم فيه باليمن سفير مراهق اخونجيا
ولذلك عليك أن تكتب لهم الليلة ان هذه فرصتنا التي لا تعوض لإعلان تقرير مصير دولتنا وخلها تحبل بربح كما يقال فلم يعد لدينا مانخاف عليه او نخشاه بعد ان بلغت حرب الشرعية الحرامية إلى حرمان أطفالنا من مرتباتنا التي لم يوقفها عفاش في عز حربه على الجنوب ولم يفعلها حتى الحوثي وهو يقصف من الجو والبر والبحر.
والسلام عليكم واعذرني الروتي والفاصوليا بردوا.. والحرمة وعيالها منتظرين.. اشوفك على خير مرة أخرى ياصحفي المواجع.
#ماجد_الداعري