اختلاف المرحلة واختلاف التحالفات
تناغماً مع ايقاع التحرك المصري المشروع لها في ليبيا لخلق حالة من الحضور وتوازن الرعب في الملف الليبي لحماية امنها القومي بعد التدخل التركي السافر والغير مبرر والقادم اصلاً من خلف البحار إلى أراضي عربية لاتربطها اي حدود معها ،، بل تربطها بها مشاريع الاخونة ودعم مشاريع الإرهاب وتفريخ كتائب من المرتزقة العرب لتكوين مليشيات متأسلمة تدين بالولاء والطاعة لسياسات إسطنبول ومليارات الدوحة،
بنفس ذلك الايقاع المتمكن وذلك الاقتدار والثبات للدور المصري في ليبيا استطاعت مصر العروبة كذلك بأن توصل الرسالة بكل وضوح فيما يخص الملف اليمني لحماية أمنها الملاحي المرتبط بمضيق باب المندب وصولاً الى قناة السويس ،،
وبالفعل تم عملياً قطع الطريق على كل مشاريع ومخطاطات الإخوان في اليمن والمتمثلين بحزب الإصلاح_ ذراع قطر وتركيا في اليمن وشبه الجزيرة العربية_ والتي كان يحضر لها منذ أكثر من سنتين لاستدعاء الدور العسكري التركي وبدعم مالي سخي من قطر والذي ارادو له أن يكون له قواعد وموطئ قدم ابتداء بجزيرة سقطرى وهذا أمر ليس تخميني بل هي مخططات حقيقة تحدثت عنها وطالب بها كبار اعلاميي حزب الاصلاح بل وتحدث عنها قيادات اخونجية تعمل ضمن الشرعية اليمنية اصلاً وليست مجرد ادعاءات .
الدور المصري تجاه الملف اليمني الذي برز مؤخراً وعلى أعلى مستويات التمثيل لا يجده اي محلل سياسي او قارئ للأحداث إلا مكملاً لدور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية الشقيقة خاصة أن مصر العروبة جزء من هذا التحالف العربي منذ اول يوم اعلن عنه وليست مجرد دولة طارئة اتت لتفض اشتباك ثم تغادر .
ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء وتذكرنا التجربة المصرية في شمال اليمن في ستينيات القرن الماضي ابان عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سنجد انها بالتأكيد تجربة لن تتكرر بطبيعة الحال،،
لكن مصر اليوم مصر عبدالفتاح السيسي _ مع فارق اختلاف المرحلة واختلاف التحالفات _ فأن دورها سيبرز خلال الفترة القليلة القادمة او حينما تتطلب الحاجة وتحتاج المرحلة إلى لعب ذلك الدور لان الظرف اليوم مختلف وجغرافية التدخل مختلفه وباب المندب وخطوط الملاحة جنوباً ليست هي صنعاء وخطوط محيطها القبلي شمالاً .
بدخول مصر على خط الملف اليمني ومناقشة أمور حماية خطوط الملاحة الدولية وضمان أمن باب المندب وعلى أعلى مستوى تمثل سياسي هو بمثابة قلب الطاولة على رأس حزب الاصلاح الاخونجي في اليمن وانهاء آخر فصول مخططاتهم وقطع الطريق لأي تدخل تركي كان يراد له أن يكون كطعنة خنجر في ظهر التحالف .
عبدالقادر القاضي
أبو نشوان