محلل سياسي : أطراف الحرب في اليمن يعلمون أن الحسم العسكري مستحيلا

قال محلل سياسي وكاتب صحفي أن أطراف الصراع الرئيسية باليمن:" حكومة هادي" المسماة بالشرعية، والسعودية من جهة، والحوثيون والمؤتمر الشعبي العام فرع صنعاء من جهة أخرى، تعرف أن الحسم العسكري بات مستحيلاً، ولكن كل طرف يفضّــل أن يبادر الطرف الآخر الى إعلان هذه الحقيقة، ويصرخ أولاً من عض الأصبع.

جاء هذا الجزم بإستحالة الحسم العسكري للكاتب "صلاح السقلدي" في موضوع تلقاه محرر "شبوه برس" ونعيد نشره وورد في سياقه : فحتى لو حدثت معجزة وتم الحسم لصالح طرف، ولنفترض لمصلحة الطرف الأول القوي عسكريا وماديا ونقصد هنا حكومة هادي والسعودية" فأنه لن يلبث طويلا حتى يتحول الوضع من يده الى مستقنعا وكابوسا مريعا على شكل حرب استنزاف طويلة الأمد-،والتجارب بهذا الشأن محليا ودوليا لا تحصى-، فحرب الاتحاد السوفييتي وأمريكا على التوالي بأفغانستان، وأمريكا بالعراق عام 2003م،وحرب 94م باليمن التي لم تدم سوى قرابة 70يوما،ولكنها في الوقت الذي كانت مؤلمة على الطرف المهزوم إلا أنها سرعان ما تحولت الى كابوس وعبء سياسي على الطرف الذي يفترض انه منتصرا خير دليل\ أدلة على ذلك.

فحرب اليوم لن تخرج عن هذه السيناريوهات إن حدث فعلاً حسما عسكريا، وهو الأمر الذي يبدو أصلا ضربا من المستحيل في حرب تبدو اشبه بفيلم هوليودي مكرر، وما جبهة نهم إلّا عنوانا لهذه الحروب- الحرب التي تراوح مكانها من الملل والنزيف.

هذا إذا افترضنا أن الطرفين وبالذات الطرف القوي يمتلك بيده قرار إيقاف هذه الحرب ،فالأوضاع المضطربة بالمنطقة العربية ومن يتحكم بها من القوى الكبرى هي من تضبط للطرف السعودي إيقاعها صعودا وهبوطاً باليمن, وبالتالي فلن يكن قرار وقفها إلّا بيد من يتحكم بخيوط الأراجوز من خلف الستار وعن بُــعد.