دفاعاً عن إقليم «المهرة وسقطرى» .. ورداً على الطامحين في تهميش أبنائه!!

2019-11-09 05:07
دفاعاً عن إقليم «المهرة وسقطرى» .. ورداً على الطامحين في تهميش أبنائه!!
شبوه برس - خـاص - الغيظـة

 

في الوقت الذي لا نزال نحن ابناء محافظة المهرة مصدومين بالتصريحات التي جاءت على لسان اخواننا من مسئولي وقيادات محافظة حضرموت خلال اللقاء الذي جمعهم في الاصمة السعودية «الرياض» بعدد من قيادات محافظات «المهرة وشبوة وسقطرى» والذي افصحوا من خلاله بما يضمرونه من شرور ونوايا خبيثة لمحافظتي «المهرة وسقطرى»، مؤكدين وبصريح العبارة بأنهم يريدون المحافظتين تابعتين وملحتقتين لهم في اقليم حضرموت فقط، ولكن دون منحهما اية حقوق .. اي انهم يريدون استغلالهما وتسخير ثرواتهما لمصالحهم الخاصة، في مقابل ممارسة التهميش والاقصاء والمصادرة بحق ابنائهما. وفي الوقت الذي كنا ننتظر ان ينتفض عدد من الكتاب والناشطين والحقوقيين الحضارم، للرد على تلك التصريحات الظالمة والصادمة، ويدعون اولئك المسئولين لمراجعة انفسهم، والاعتذار عما افصحوا عنه من شرور - فؤجئنا بمقال طويل لأحد الكتاب «محمد بن ماضي» حضرمي الاصل، تحت عنوان: «محافظات الإقليم .. القيم والموازين مقابل العنتريات الكلامية» تهجم فيه وبأسلوب عنصري على «المهرة» وقياداتها، ساخرا من امكاناتها، وقدراتها، وتاريخها، مؤكدا وبملئ الفم ان اهلها أميين وفقراء واغبياء، ليخلص من خلال ما اورد فيه من ادعاءات واباطيل الى القول: بأن المهرة يجب ان تظل تابعة لحضرموت، واهلها يجب ان يكونوا خداما، ولا يحق لهم ان يطالبوا بأي نوع من المساواة او ان يمنحوا اية حقوق.

 

نعم هكذا صرح ذلك «الكاتب» وعلى نفس المنوال الذي افصح عنه المسئولين في لقاء «الرياض»، ومضى بأسلوبه يقارن بالارقام بين مقدرات وامكانات حضرموت والمهرة، متناسيا ان حالة البؤس الذي تعيشه المهرة هو في الاساس نتيجة للظلم والتهميش والاقصاء والمصادرة الذي عاشته وعانته من قبل الانظمة السياسية المتعاقبة طيلة الحقب الماضية، وانه ومن خلال مقاله العنصري ذلك يسعى للشرعنة لنفسه واسيادة الحضارم بممارسة نفس الظلم والاقصاء والتهميش بحق المهرة من جديد .. متناسيا ان ابناء المهرة بالأمس غير ابناءها اليوم، وان كانوا خنعوا واستسلموا للظلم في الماضي فإنهم لن يسمحوا لاي كان بأن يهمشهم او يظلمهم او يحقرهم ويقلل من شأنهم من جديد.

 

وبناء على سبق نقول لجميع الطامحين والطامعين باستغلال المهرة وابناءها ايا كانوا: المهرة ليست غنيمة كما تسول لكم انفسكم بأن بأمكانكم الاستحواذ عليها، وابناءها وان كانت نسبة الامية مرتفعة في اوساطهم الا انهم اصبحوا اليوم اكثر وعيا وتعقلا وحكمة ودهاء منكم جميعا، وقد باتوا يدركون جيدا ماهية حقوقهم، ويعون تماما طبيعة الامكانات والمقدرات والثروات والكنور الطبيعية التي تزخر بها محافظتهم، والتي صاروا يجزمون انها لا تؤهلهم ليكونوا اقليما مستقلا وحسب، وانما تؤهلهم لان يصبحوا دولة ذات سيادة اذا تطلب الأمر، وبالتالي ما تسعون اليه ابعد اليكم من عين الشمس ..

ومن اليوم نعلنها مدوية مطلبنا وهدفنا وغايتها هو ان تكون «المهرة وسقطرى» اقليما مستقلا بذاته .. ولمن يقللون ويسخرون من امكاناتنا نذكرهم بما يلي: مساحة المهرة تساوي «٢٠٪» من مساحة الجمهورية اليمنية بشكل عام، وهذه المساحة الشاسعة هي ما يسمى بالطبيعة البكر، التي لا تزال تحتفظ في جوفها وباطنها بكل ماهو ثمين من الثروات الطبيعية والمعادن، وهذا ليس كلاما انشائيا من وحي خيالنا بل انها حقيقة ثابتة افصحت عنها العديد من الشركات البترولية التي قامت بعملية مسح اولي فيها ومنها «شركة بان أمريكان الأمريكية عام 1965م - وشركة النمر عام 1992م» والتي أكدت وجود النفط والغاز في العديد من مناطق المحافظة ومنها «وادي سعف - محيفيف - الغيضة - الفيدمي - وادي شحن - وفي بحر» .. ما يعني ان المحافظة لا تزال تحتفظ بالكثير من الثروات والكنوز والتي نراهن بأنها ستحول هذه الجغرافيا الصغيرة في المستقبل القريب الى واحة غناء.

ما يميز المهرة ان اغلب اراضيها خصبة يعني صالحة للزراعة وقابلة للإستثمار في المستقبل، حيث ان الزراعة تشكل الركن الثاني لاقتصاد المحافظة ومصدر غذاء وعمل لسكانها منذ القدم، ما يعني ان بالامكان ان تتحول اراضيها الشاسعة تلك الى مزارع وبساتين وجنائن خضراء تنتج مختلف انواع الثمار والمحاصيل وتصدرها لكل العالم .. هذا ناهيك عن المراعي التي تمثل العامل الاساسي لانتاج الثروة الحيوانية .. كما أن الصناعة الحيوانية واعدة فيها بحكم وفرة الحيوانات حيث يمكن إنشاء مصانع للألبان ومشتقاته واللحوم وغيرها من الصناعات الخفيفة والتحويلية بحكم وجود المواد الخام .. بالاضافة الى السياحة حيث تتوفر في المحافظة العديد من المحميات الطبيعية والمواقع الأثرية والتاريخية وفي مقدمتها محمية «حوف»، التي تعد افضل منتجح سياحي طبيعي على وجه مستوى اليمن.

وفي مجال الصناعة اثبتت العديد من الدراسات المسحية التي اجريت في المحافظة سابقا ان اراضيها تعد مخزن بكر للمواد الخام كـ«الحديد، والاسمنت، والطوب الأبيض، والرخام الأحمر، ومختلف المعادن»، وانه في حال استغلت تلك المواد بشكل جيد في المستقبل فبالامكان ان تجني المحافظة من ورائها مليارات الدولارات .. كما تمتاز المهرة بخلجانها وموانئها الطبيعية، وطول شريطها الساحلي الذي يتجاوز «٥٦٠» كم متر، ما يجعلها مخزن هائل للثروة السمكية، ميف لا وعملية صيد الأسماك تعتبر المصدر الأساسي لغذاء السكان في المحافظة منذ القدم، كما انها تعد أغنى محافظة من حيث الإنتاج السمكي على مستوى اليمن .. الامر الذي يؤكد ان مستقبل هذه الثروة الهائلة واعد بالخير. خلاصة القول نحن في «المهرة وسقطرى» مقتنعون وراضون وقابلون بما تكتنزه محافظتينا في طبيعتهما البكر من ثروات وكنوز، فدعونا وشأننا واحتفظوا بما لديكم من ثروات ومقدرات ونفط وغاز ومؤهلات لانفسكم، ومن اليوم لا انتم منا ولا نحن منكم .. وقبل ان اختم مقالي هذا اوجه تحية شكر وتقدير واجلال واكبار للشيخ راجح سعيد باكربت محافظ محافظة المهرة، الذي تعامل .

*- بقلم : أسعد احمد الجولي