حينما تقع المؤسسات العريقة في التوظيف الخاطئ للمصطلحات
الجارديان نشرت تقرير مكتوب بحذر شديد، عن عدن والانتقالي وهادي والامارات والتحالف.. انتقت الفاظه بعناية محاولة اعطاء معنى اضافيا لتغطيتها بناء على دعوة المجلس الانتقالي، في تقديم زاوايا جديدة وتفسير مقترح لبعض ماقد تحول في الاعلام مجرد احكام مسبقة.
ولكنه حين تولت شبكة BBC ترجمة ملخص عنه للعربية، تحول الى تقرير مختلف تماما يتطابق والسجال الاعلامي الموالي للشرعية الاخوانية وحكومة وقوات عبدربه منصور هادي.
الجارديان، لم تستخدم ابدا لفظ القوات الحكومية، وانما القوات الموالية لهادي، المقيم في الخارج، أو بالادق “المنفي” وهو التوصيف الذي يتطابق مع حملات “المساجلين عن ان هادي معتقل في الرياض..
ولكن BBC كل ترجمتها كانت تتحدث عن “القوات الحكومية” والحكومة المعترف بها دوليا.
الجارديان قالت ان هادي فشل في منع تنظيم القاعدة من ارهاب عدن قبل وصول المساعدات الاماراتية، وانه في الحرب الاخيرة استغلت القاعدة الحرب بين الانتقالي وقوات هادي -حلفائه السابقين- ولبست زي الجنوب وهاجمت جنود الانتقالي..
وفي تقرير BBC انتقلت القاعدة لتصبح حليفة الانتقالي وانها بسبب طرد الانتقالي لقوات الحكومة قامت القاعدة بنهب عدن.
تقرير الجارديان يقرأ الوضع كمتغير جديد، فهو لايخوض سجالا بشان الجمهورية اليمنية وعلمها. يقول ان اللون الازرق في علم الانتقالي توأم مع علم الامارات في كل مكان، فتشرح BBC وتنسب للجارديان ان ذلك بديلا عن علم الجمهورية اليمنية.
أقوى مافي الجارديان هو تقديم فهم مختلف عن مستقبل العلاقة بين الامارات والانتقالي، وعن مشروع كل منهما بالاساس، وعن سبب الحرب الاخيرة بين الانتقالي وقوات هادي وتدخل الامارات ومانتج عنها.. وهذا لايجد له أي مكان في ترجمة الاذاعة البريطانية.
الجارديان تقول ان الانتقالي يطمح لاستعادة الجنوب دولته، والجنوبيون يرفضون دولة 94، التي لاتزال تقصيهم، والامارات يهمها تحجيم الجماعات الاسلامية والسيطرة على باب المندب.
ولهذا تتوقع ان وجود منطقة محمية من الاسلاميين جنوب اليمن وتامين باب المندب، قد يكون كافيا للطرفين، الامارات والانتقالي.
وفي سياق التحالف لاجل هذه الاهداف قصف طيرانها القوات الموالية لهادي وقتل منهم 40 عسكريا ومدنيا، وتشرك فضل الجعدي واحمد بن بريك للحديث عن جهود الجنوب ودعم الامارات في مكافحة الارهاب من اخراج القاعدة في المكلا الى حماية عدن "لجعل اليمن أكثر أمانا".
وعند مقدمات الحرب الاخيرة، يأتي استهداف الحوثي لعدن وقتل عشرات الجنود والقائد الجنوبي المهم “ابو اليمامة”، واكتشاف المقاومة الجنوبية ان استخبارات هادي كان لديها معلومات سابقة عن الهجوم ولم تشاركها مع القوات الجنوبية، فاندلعت المظاهرات ثم الحرب التي انتهت باخراج قوات هادي من عدن.
الجاريان تقول أن حكومة هادي لم تعد موجودة في عدن، وان هناك محاولات منها لنقل السلطة الى مأرب التي زارتها الصحيفة وتقول ان محافظها يحاول بنائها كمدينة مشابهة للمدن الغربية، وانها ملاذا آمنا للنازحين.
و تنقل عن عائلة عدنية شكواها من أنها لم تجد أمانا ولا كهرباء خلال السنوات الماضية، ولايهمها من يسيطر، وعن الموظفين في الجنوب ان حكومة هادي قطعت عنهم المرتبات.
وتعيد التأكيد أن الحروب القديمة والجديدة في اليمن لها اثار إضافية في واحدة من أسوأ الاوضاع الانسانية في العالم.
وفيما تؤكد استحالة قدرة قوات هادي العودة الى عدن، تذكر بحوار جدة لاعادة تنظيم حكومة هادي والاسلاميين بادخال الانتقالي، والتوحد حول محاربة الحوثي.
وتذكر بالشراكة العالمية للمجتمع العدني مع العالم، ولكنها تقول: هذه امور قد انتهت منذ زمن.
*- عين العرب