المجلس الانتقالي الجنوبي .. وحوار جدة

2019-10-02 17:13

 

لدي بعض خفايا وأسرار وكواليس حوار جدة من مصادري المحلية والإقليمية عالية المستوى ، وكثر الحديث حول فشل الحوار وهذا ما تتمناه الشرعية الإخوانية للخروج من مأزق حوار جدة ، وهناك من ذهب بعيدا يتحدث عن الإقامة الجبرية أو الحجر لقادة الانتقالي وهذا كذب وإفتراء رخيص من قبل مطابخ عفن الشرعية ، وفريق آخر قال أن طول فترة الحوار نصر للشرعية من خلال إمتصاص الزخم والغضب الجنوبي .

 

وفريق معادي جنوبي يصور نفسه بانه وطني غيور ، وهو جناح يمثل وجهة نظر الشرعية ويحاول دائما أن يصطاد بالماء العكر ، من خلال التدليس على الرأي العام الجنوبي والتشكيك بنزاهة ووطنية أعضاء الوفد الجنوبي الانتقالي ، من خلال التسريب المتعمد بأن الانتقالي يسعى للنيل بحقائب وزارية سيادية كوزارة الداخلية ، ويعد ذلك بحسب مفهوم الطابور الخامس خيانة للقضية الجنوبية ولدماء الشهداء والجرحى .

 

هناك مشاريع إستراتيجية طويلة الأمد كالنضال من أجل إستعادة الدولة الجنوبية الذي يحتاج لجهد كبير ووقت طويل لإقناع الإقليم والعالم بتبني القضية وخيار عودة الدولة بما يخدم مصالح جميع الاطراف على حد سواء .

 

وهناك مشاريع تكتيكية أنية طارئة تحتم عليك التنازل المؤقت أو تجميد بعض القناعات وليس التنازل عنها لمصلحة الوطن والشعب الجنوبي لكي يستمر بالحياة الكريمة والاستمرار بالنضال المشروع .

 

بغير توفير الخدمات والرواتب وفرض الأمن لن يصمد الشعب طويلا أمام تلك الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية المتلاحقة والمفتعلة والممنهجة ، ولهذا على الانتقالي التحالف المرحلي المصلحي مع الحكومة الشرعية المصغرة القادمة لتسيير شؤون الحياة في المحافظات الجنوبية المحررة ، وبعد أن يعلن التحالف العربي الذي نحن جزء أصيل فيه عن إنتهاء الحرب اليمنية ، عندها يكون لنا كامل الحرية والتصرف بكافة الوسائل العسكرية والسلمية لتقرير مصيرنا .

 

قد يكلف الانتقالي شخصية من خارجه هو يثق بها ويزكيها لحقيبة وزارة الداخلية و غيرها من الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية التي عانينا منها كثيرا ، وليس معنى ذلك أنه قد أصبح وحدوي وتنازل عن مبادئه وقضيته وباع شعبه كما يصور ذلك ضعاف النفوس والعقول .

 

عانى الجنوبيون كثيرا ممن تقلدوا منصب وزارة الداخلية سابقا (عفاش) وحاليا بحكم الرئيس المؤقت هادي وسيطرة الإخوان المفلسين ، ومن شايعهم من فاسدي الجنوب على الداخلية وسخروا كل إمكانياتها لزعزعة الاستقرار في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، بينما باقي المناطق التي تقع تحت سيطرة الإخوان لم ترى تلك المؤامرات والدسائس فيها مطلقا .

 

الانتقالي الجنوبي أنتقل من مرحلة الثورة إلى مرحلة جديدة من البناء والتكتيك السياسي للخروج من الازمات المفتعلة ، التي كان الغرض منها هو ضرب الانتقالي بجماهيره الغاضبة الباحثة عن الخدمات والامن والاستقرار .

 

تريثوا قليلا ، وتعلموا كثيرا من سياسة النفس الطويل وكسب مزيدا من الوقت لبناء نظام الحكم البديل ، وصل العالم لقناعة تامة بإنهاء الحرب اليمنية في عام 2020م وطي صفحة الحرب اليمنية إلى الأبد ، ماراثون زيارات ولقاءات ومفاوضات سرية وعلنية لجميع الاطراف اليمنية والإقليمية والدولية يجري حاليا ، والجميع يبحث عن مكاسب سياسية وأمنية ، وما الحرب والعمليات العسكرية إلا وسيلة للوصول لتلك الأهداف الدائمة .