قال محلل سياسي وكاتب أنه ما تزال عبارة الشيخ القَــبَلي الراحل \عبدالله بن حسين الأحمر ترّنُ في أذني حتى اليوم،تلك العبارة الشهيرة التي قالها لإذاعة لندن بعد يومين من سقوط محافظة شبوة بيد قوات غزاة شرعية حرب 94م، حيث قال:
(أنتم يا لندن شجعتمهم على الانفصال، هؤلاء عيالكم يا لندن، عيالكم يا نصارى عيالكم، ولكن ولله الحمد اليوم احتلينا شبوة كلها).
وقال الكاتب السياسي الأستاذ "صلاح السقلدي" في موضوع تلقى "شبوه برس" نسخة منه وجاء في سياقه : هي العبارة التي ظل الأستاذ عبدالرحمن الجفري يستشهد بها على صحة وحقيقة أن ما تم حينها هو غزو واحتلال شمالي لأرض الجنوب.
نعم تم احتلال شبوة في ذلك العالم, لكن ماذا جرى بعد ذلك؟ هل دانت الأمور لقوى الاحتلال؟ قطعا لا، الى درجة أنهم بعد سنوات قليلة من ذلك العام ادركوا خطيئتهم وبدأوا يعضون أصابعهم الملطخة بالدم والنفط أسفاً – أو هكذا تقمصوا المشهد- بعد أن أطاح بهم وبمآربهم كبيرهم الذي علمهم الاحتلال الرئيس السابق صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام بانتخابات 97م، وزادوا يتظاهرون بأسفهم كلما مرت السنين وتفاقمت خلافاتهم مع شريكهم المؤتمري الماكر,الى درجة أن وصلوا ذات يوم أن يعلنوها صراحة على ألسنة قياداتهم أن الجنوب واقع تحت الإحتلال وأن من حقه أن يقرر مصيره . وخير دليل على صحة ما نقوله هي الكلمة التي قالها ذات يوم اللواء علي محسن الأحمر.
لا شك أن ذلك الاعتراف لم يكن جادا،خصوصا وأنهم اليوم يسعون لتكرار فعلتهم طبق الأصل، ولم يكن اعترافا منطلقا من الشعور بالذنب والنية لتصحيحه ،بل كان ينطلق من باب المناكفات السياسية والسعي لإسقاط نظام صالح وبالذات مع اشتعال ثورات الربيع العربي، ولكنه على كل حال كان اعترافا صريحا وكفى.
واليوم يتكرر ذات السيناريو بكل تفاصيله , فهل من معتبر؟.