من عدن إلى مأرب.. نظرية المنفعة عند «الإخوان»

2019-07-10 02:55
من عدن إلى مأرب.. نظرية المنفعة عند «الإخوان»
شبوه برس - خاص - عدن

 

في البداية لابد من وضع تساؤل عام يدور حول توزيع الهجمات الإعلامية لحزب الإصلاح المتطرف وجناح الإخوان المسلمين في اليمن ضد دولة الإمارات حسب المنطقة أو المحافظة فمثلاً: لماذا سكت الإخوان عن الإمارات عندما كانت تحمي مأرب بباتريوتاتها ورجالها الذين اختلطت دماؤهم برملة الصحراء المأربية دفاعاً عن المدينة وأهلها وعن الإخوان أنفسهم الذين احتشدوا في مأرب؟

 

وتساؤل آخر يبحث عن إجابة منطقية مفاده: ما هي الدوافع التي جعلت من حزب الإصلاح يفتح أبواقه الإعلامية ضد الإمارات، وهي تقوم بدورها وواجبها بحماية المناطق الجنوبية وتنميتها وتقديم المساعدات والخدمات المجانية؟

 

لماذا صمت الإخوان في مأرب وتبلبلت أبواقهم في الجنوب؟

لدى جماعة الإخوان المسلمين في اليمن نزعة تسلطية وتحكمية، لقد كانت تسعى نحو تفريغ الجنوب من كل القوى التي تتشكل وتحاول أن تحمل هموم القضية الجنوبية وتستمد هيمنتها وقوتها من عدة عوامل سياسية واقتصادية وأبرزها العسكرية.

ليس لحزب الإصلاح قاعدة شعبية في الجنوب لكن لديه قاعدة عسكرية ممثلة بالألوية والوحدات التابعة للجنرال علي محسن المتواجدة اليوم في سيئون وحضرموت كقوات لم تتأثر أو تلتحم في معركة التحرير من الإرهاب الحوثي عندما كانت عدن تستغيث من ينقذها قبل أن تتشكل المقاومة الجنوبية.

 

ينظر الإخوان إلى الجنوب كغنيمة يجب أن يأخذوها بالقوة العسكرية وبثوب الشرعية التي فقدت مشروعيتها، ولذلك عندما رأوا أن الجنوب يبني نفسه ويعزز مكانته ككيان لديه القدرة العسكرية والسياسية لإدارة الجنوب وبمساعدة من دولة الإمارات والتحالف العربي، وعندما وجدوا أنفسهم خارج دائرة النفوذ والتسلط وفرض القرارات الإخوانية داخل عدن قرروا تحريك أدواتهم الإعلامية والعسكرية ومهاجمة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

كانوا ينتفعون من الإمارات في مأرب، ولم يقولوا إن الإمارات تحتل مأرب لأنها هناك كانت تحميهم، وعندما سقطوا في الجنوب قالوا إنها تحتل سقطرى والجنوب بشكل عام على الرغم أن علم الإمارات كان يرفع أيضا في مأرب كما يرفع في الجنوب، وباتريوهاتها التي في مأرب هي نفس التي تحمي عدن.

 

يقوم الإخوان بأساليبهم الشيطانية في محورة القضايا واختزالها بما ستعود عليهم بالنفع وتجردها من العمومية ويلعبون ككل وليس كطرف، يستغلون الأدوات التي تجعلهم في صورة الدولة كالجيش، ويتحركون بقرارات الشرعية محاولين إضفاء ملامح المؤسسية عند تنفيذ برامجهم وفي الواقع هم جماعة خبيثة مدجنة بالخداع والخديعة، في سبيل المنفعة يحللون ويحرمون حسب العائد المادي.

 

في تعز هذه المدينة التي لا زالت حتى اليوم تعاني من عبث الإخوان وحصار الحوثي "الإخوة الإرهابيين في اليمن"، كانت كتائب أبو العباس إحدى فصائل المقاومة هي التي سامت الحوثي أشد العذاب، وحررت وسط المدينة، وشاركت في الدفاع عن تعز وقدمت التضحيات الكبيرة، وعندما هدأت وسط المدينة من اندحار الحوثي وانتصار المقاومين بدأ الإخوان المسلمين في مضايقة الكتائب التابعة لأبو العباس وفصائل المقاومة الأخرى.

 

انتهجت الاغتيالات والاختطافات، والتفجيرات وزرع العبوات الناسفة، لأنها وبعد اندحار الحوثي تريد تعز غنيمة لها، وترى في المقاومة وكتائب أبو العباس خطراً يهددها ويهدد مشروعها الإخواني الإرهابي الذي تشترك فيه مع جماعة الحوثي، ولذلك قامت بحملة عسكرية كبيرة، وقامت بإحراق المدينة القديمة وبعض الحواري التي كان يسيطر عليها أبو العباس وكتائبه المقاومة، وخرجت الكتائب إلى الكدحة حقناً لدماء المواطنين.

 

الحوثي لا تزال قناصته تختطف أرواح المدنيين في تعز والإخوان غارقون في الفساد الذي يرتدونه كثياب عاهرة، وبين الحين والآخر يختلقون المعارك الوهمية ضد الحوثي لا لشيء، وإنما ليستلموا ميزانية بالمليارات دون تحقيق شيء يذكر، ويستمر الحوثي في حصار تعز وقنص المواطنين.

تعز مدينة نفعية لدى الإخوان مثلها مثل مأرب ونفطها مثلها مثل الجنوب الذي يحاولون أن يعودوا إليه، وهذا محال أن يعود الإرهاب الإخواني أو الحوثي إلى شوارع الجنوب.

 

ماذا حقق الإخوان لليمنيين؟ لا شيء. هم يعتبرون الشعب وسيلة لجلب الأموال، يتاجرون بمعاناته ويتخذون منهم دروعاً تقيهم الأوجاع التي يعاني منها الشعب.

الإخوان قبل كل شيء وبعد كل شيء وبين كل شيء، يموت الشعب ويبقى الإخوان، تسقط الدولة وتبقى شرعية الإخوان، تعود الملكية وتبقى جمهورية الإخوان، تدمر بيوت الناس وتبنى بيوت الإخوان والحوثي، هذه نظرية المنفعة التي ينتهجها الإخوان المسلمين الجماعة الإرهابية المرادفة لجماعة الحوثي في اليمن.

*- محمد عبدالرحمن ـ الأيام