قلنا قبل 24 عاما ... كفوا عن الانتقام من عدن

2019-04-04 04:18

 

يثيرون الغضب أولئك الذين يكتبون عن عدن بألم وحسرة عقب كل مصيبة من مصائب المنعطفات التاريخية والصراعات السياسية التي يشمرون عن سواعدهم وتسطر أقلامهم وترسم خطبهم وقصائدهم الأحلام لإعادة عدن وأمجادها بأحسن من ذي قبل وهم أول من تسبب في مآسيها ومازال ومع هذا يدغدغون عواطف وكسب ودَّ عدن ولكن ماينوونه هو العبث بها فكم مسئول وكم حزب وكم حكومة عبثت بالثغر الباسم بستخيرها لممحاكاتهم السياسية.

لا أدري لماذا كل هذا الكذب المزمن على عدن ولا أعرف ولا أريد؟

 

لماذا تقع عدن بين فكي كماشة المتصارعين واختيارهم لها حلبة لصراعاتهم.. ولكني اضطر للبحث عن أسباب وأصل الى استنتاج واحد في كل مرة وهو الانتقام من عدن والعدنيين ولا أرى سبباً واحداً لهذه الانتقامات والدورات على عدن ومن فيها والتلذذ بعذابات ابنائها منذ ذهاب الانجليز وحتى اليوم.

عدن علمت كثيراً من الغجر القادمين إليها ثم أصبحوا أول من يسدّد سهامه في نحرها بقوتهم وسياستهم وتكتلاتهم وشللهم وأساليبهم اللوبية ومع هذا ظلت عدن وفية لكل أبناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ولكن القادمين اليها يرون فيها أحلامهم المريضه بالعبث بها والسيطرة عليها والتجارب الماضية والقريبة تؤكد ماقلنا.

 

*قبل أشهر قرأت في عمود باحدى الصحف المحلية مقالاً لأحدهم يتضح من اسمه وكأنه من اللاجئين الشيوعيين السابقين الذين قدموا الى عدن وعملوا بها وربما أخذوا جنسيتها.. كتب في خاطرته أنه وآخرون رأى من شرفة منزله بالمعلا أبناء عدن يهرولون الى الشارع ومع فرار الانفصالين ودخول قوات الشرعية وأنه لمح عجوزاً وأخداماً ينهبون ولفتت نظره شابة تلبس ثوب نوم تكشف عن بعض مفاتنها وتنهب كبقية أهل عدن.. لم أفهم ماذا يقصد في تصويره عدن بعجوز وأخدام وثوب نوم!! والكل يعلم أن الذين نهبوا عدن هم القادمون سابقاً والذين أسموا أنفسهم قوى التحرير من أمثاله.. هكذا يظهر الحقد وتبرز النذاله في كل الأوقات من أشخاص شربوا من بئر ثم رموا عين مائها بحجر.

 

وهل آن الأوان للكف عن الاستهتار بعدن وتمني أبنائها بأحلام قديمة جديدة كالمنطقة الحرة والذي أصبح شعاراً مزمناً وهل حان الوقت لرد الاعتبار لعدن لما لحق بها وابنائها منذ أيام الانجليز وحتى اليوم؟ أم أنكم ترغبون أن تكون وقفاً لدورات الصراع وللجميع أي كان ومن تبقى ومن أصحاب اليمين الرجعي الإنتهازي واليسار المغامر بزمرته وطغمته؟

 

وللإماميين والجمهوريين والانفصاليين والشرعيين نقول : ( عدن ليست سبباً في خلافاتكم أو تصنيفاتكم حتى تنتقموا منها فعجّلوا بإصلاحها.).

 

"مقال منشور  في صحيفة (الأيام). ٣ مايو ١٩٩٥م ٨ذي الحجه ١٤١٥هج  العدد" ٢٠٤" قبل ٢٤ عام في( باب مع الأيام) ."

#علوي بن سميط