أطردوهم ... فإنهم قوم لا يتطهرون

 

حزب الإصلاح ودينصوراتهم ولفاليفهم لم يتخيلوا حتى في أسوأ كوابيسهم واسود لياليهم يومآ أن يكون هناك صوت مسموع يتحدث عن واقع القضية الجنوبية خارج الحدود الإقليمية ،، كما يحدث اليوم في بريطانيا من قبل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي الذي تحدث بالأرقام وبالنصوص الدولية وبما تتضمنه المواثيق الأممية لحقوق الشعوب حديث انتهى بتصفيق الجميع احترامآ لكل ما استفاض به من شرح يليق بالقضية .

 

ليبهت حراس المعبد الاحمري الذين يعون تمامآ معنى هذا التحرك السياسي الذي حضر له عبر الدائرة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي بكل مايليق بالشأن الدبلوماسي الجنوبي الذي يحاول البعض الاستخفاف به او التحقير منه وهم يعلمون في قرارة أنفسهم انه أمر جلل وله تبعاته،،

هم يعلمون هذا ورب الكعبة .

 

وبعيدا عن من يغيضهم اسم عيدروس او من يريدون أن يقولبوا القضية بأسم شخص او منطقة ليقللوا من كل تلك الجهود المبذولة في المضمار السياسي الدولي انطلاقآ من بريطانيا كمنصة ومنبر. ،، ولن تتوقف تلك الجهود عند حدود بريطانيا بل هناك مفاجآت وصفعات ستجعلهم يترنحون وهم واقفون في اماكنهم .

 

كل ذلك الصراخ وذلك العويل وتلك السخريات ستعود لهم كالطعنات في صدورهم ،، فالمشكلة ليست عيدروس كما يحاولون أن يصدروا المشهد للبسطاء ،،

 

بل مشكلتهم في ذلك الكيان والصرح الكبير المتماسك الذي اسمه المجلس الانتقالي الجنوبي حتى وإن وجد به عوار او قصور في اي جانب ،،  إلا أنه يظل تلك القلعة الشامخة في وجه كل من يحاول أن يجعل من الجنوب تابعآ للشمال وليس شريك وند كما هو مفترض اصلا .

 

لم تعد المشكلة لديهم عيدروس ... فحتى لو اتيتم بملائكة منزلون يديرون ويترأسون هذا المجلس لرفضوهم ايضآ ولحاربوهم ولقالوا لكم اطردوهم فانهم قوم لا يتطهرون ،، طالما ظل هناك صرخ كبير اسمه المجلس الانتقالي الجنوبي جاء كثمرة التضحيات ونضالات شعب لا يريد سوى أن يستعيد حياته وكينونته المستقلة ويرفض أن يجر جر النعاج إلى حوش قبائل صنعاء من جديد.

 

مشكلتهم ليست عيدروس  .. بل مشكلتهم هو المجلس ككيان وصرح بات أمر واقع يكبر يومآ بعد يوم والعالم يراقب كل هذا وليسوا أغبياء ،، مثل غباء من يظن أن الجنوب سيعود إلى حضن صنعاء بعد كل تلك المرحلة الفاشلة والدموية التي مرت على الجنوب ارضآ وانسانا.

 

تذكرت عام 2007م .. وقارنت أين كان الجنوب حينها كقضية مدفونة وأين أصبح اليوم ،، وأين سيكون غدآ  .

 

    انه زمن المتغيرات  .. ومشكلتهم لم تعد عيدروس  ..

 

عبدالقادر القاضي/ ابو نشوان