العملة النقدية الحضرمية

في مقالة علمية موسومة ب ( سَكّ النقود أو المسكوكات) للكاتبين الكسندر سيدوف عالم الآثار في معهد الدراسات الشرقية الروسية وبرباردا دافيد وهي مقالة عن عملات الممالك القديمة أنقل نصاً وحرفاً عن العملة النقدية الحضرمية

- كانت أوائل العملات النقدية التي استخدمت في حضرموت شأنها شأن تلك التي استخدمت في أماكن أخرى عملات تقلّد النقود الأثينية من (الأسلوب القديم) ظهرت هذه العملة حوالي 350ق.م لكنها سرعان مااستبدلت بالعملة التي تحمل على قفاها اسم شقير محل الأحرف AHE وكما هو الأمر في العملة النقدية السبئية فإن العملة الحضرمية letalon تأسست على نظام فارس أو آسيا الصغرى مع درهم يزن 60 ر 5 غراماً وتتواجد (بومات) حضرموت كذلك بقيم جزئية من الفضة أو من البرونز.

تغيّر نمط العملة الحضرمية كلياً تحت الأثير المحتمل للعملة النقدية الرومانية وذلك في نحو القرن الأول الميلادي فقد استبدل رأس أثينا على الوجه برأس متوج بأشعة الشمس ولاشك أشعة آلهة شمسية أما القفا فيحمل كادوسة caducee مرفقة باسم شقير وبطغراء معقدة. هل يتوجب علينا أن نفكك هذه الطغراء بوصفها طغراء سمهر المدينة التي أسسها على شواطئ ظفار حضرميون قدموا من شبوة حيث كانت تتواجد ورشة السك أم بوصفها اسم ملك ما مكرّب حضرموت صاحب  هذا الإصدار النقدي؟

في نحو منتصف القرن الأول الميلادي قام مكرّب من حضرموت عُرف باسم يشهر إيل يهرعش بسك عملات نقدية مع نسر على القفا وتبين الحفريات أن هذه العملات قد لاقت شعبية كبيرة بحيث استمر سكها حتى نهاية القرن الثاني الميلادي أي بعد زمن طويل من عهده وبوسعنا أن نرفق بهذه العملات ظهور أكثر أنماط العملات رواجاً في حضرموت : مربعات صغيرة برونزية مع رؤوس ثيران وأخرى مع ثور واقف en pied على القفا مرفق باسم سيان إله حضرموت الأعظم.

ويبدو أن الملوك الحضرميين في القرون الميلادية الأولى قد سكّوا بوجه خاص عملات برونزية وأن نقدهم (المحلي) قد توقف نحو منتصف القرن الثالث ومع ذلك فإن القطع النقدية الحضرمية حسب المكتشفات الأثرية استمرت مستخدمه حتى بداية القرن الرابع إذ لم تكن القطع القديمة قد سحبت من التعامل النقدي عند الإصدارات الجديدة.

وأرفق عملتين نموذج صور من أرشيفي الخاص عمله حضرمية الأولى في عهد الملك الحضرمي (أب يضع) والأخرى عملة تظهر اسم شقر أو شقير ش ق ر وهو اسم القصر الملكي الحضرمي.

*-علوي بن سميط

16 فبراير٢٠١٩م.

المصدر سك النقود بالممالك القديمة ص 120.