من هم الجنوبيون الذين يقبلون بمشروع دولة اليمن الاتحادية المكونة من ستة أقاليم؟ هل يمكن ان يظهروا لنا بمشروع حقيقي يبرر تمسكهم بهذا المشروع الذي انتج لضرب مشروعية القضية الجنوبية القائمة على حق استعادة دولة اليمن الديمقراطية الشعبية المنقل عليها بالحرب وفتاوى التكفير.
ثم من يضمن لنا عدم انقلاب اليمن الشمالية على مشروع دولة الأقاليم الستة على غرار الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي.
هل يمكن إيجاد ضمانات ولو على غرار وثيقة العهد والاتفاق، "من ان الشمال لن ينقل مرة أخرى"، لأنه لو افترضنا تم التوقيع على وثيقة الأقاليم الستة واعتبار القضية الجنوبية حلت بقبول تقسيم الجنوب الى اقليمين، ما هي المشروعية المستقبلية للجنوبيين بعد ان ينقلب الشمال على دولة الأقاليم الستة وهذا شيء متوقع ان هو قبل بها أساسا.
هل سيناضل الجنوبيون لعقود طويلة للمطالبة بالعودة إلى مشروع الأقاليم الستة، بعد ان ينقلب الشمال على كل اتفاقية هذا المشروع.. لم يتبق أي اتفاق لم ينقلب عليه الشماليون، منذ اتفاقية الوحدة الى اتفاقية السلم والشراكة، والأخير كان اتفاقا لاجتياح الجنوب فقط.
هل يستطيع احد مجادلتي بحقائق تبين ان دولة الأقاليم الستة فيها مصلحة للجنوب او انها انتصار لعدالة قضيتهم، ثم ما الذي يضمن ان يتم تقسيم محافظات اليمن الشمالي الى أربعة أقاليم، وهل يعتقد أصحاب هذا المشروع ان اليمنيين الشماليين يمكن ان يقبلوا بدولة الأقاليم الستة.
اذا افترضنا تم القبول بدولة الأقاليم شمالا، مع اني اراه من وجهة نظري مستحيلا، هل يستطيع أصحاب هذا المشروع ان يعيدوا تسليم منفذ الوديعة الحضرمي لحضرموت ويرفعوا قوات مأرب من احتلال بلدات بيحان شبوة.
فمن العيب ان تروج لمشروع لا تمتلك عليه ضمان، بل ان مشاريعك التوسعية في الجنوب تنسف هذا المشروع، وما يحصل في الوديعة ووادي حضرموت وريف بيحان شبوة، يؤكد رفض نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر لهذا المشروع.
ألم يكن من المفترض ان يتم تسليم منفذ الوديعة لمحافظ حضرموت باعتباره حاكم الإقليم، كمبادرة حسن نية لتطبيق مشروع الأقاليم الستة.
بالنسبة لحديث البعض الجنوبي انه لا يجوز اعتراض مجلس النواب اليمني من عقد جلساته في عدن انطلاقا من ان ذلك يأتي في سياق التعبير عن الآراء، فهل مجلس النواب اليمن أصبح فصيلا من فصائل الجنوب؟.
ثم من يريد القول ان أي عملية رفض لعقد جلسات مجلس النواب في عدن، تعد استهدافا للبعض الجنوبي، وان ذلك يعيد الى زمن "الصراعات في الجنوب"، فهل يجرؤ هؤلاء على سؤال انفسهم "من هم المسؤولون عن صراعات الماضي؟".
من قتل الرئيس سالم ومن فجر فتنة 13 يناير 86م، من سحل الناس في الشوارع ومارس بحقهم ابشع جرائم في محاولة لتطبيق نظام الاشتراكي في بلدة عربي مسلم.
اذا اردنا الحديث عن صراعات الماضي، فعلينا تسمية الفاعلين، من هم الفاعلون؟ هل محاولة ضرب التوافق الجنوبي بالحديث عن آراء هي في الأساس لا تتفق مع الغالبية العظمى من شعب الجنوب.
من يريد إعادة استنساخ تجربة حوشي، من يريد إعادة تفجير الصراع بين الفصائل والقوى الجنوبية، على غرار تفجيره للصراع المسلح بين الجبهة القومية وجبهة التحرير..
اعقل يا هذا.. فالتاريخ لا يصادر بجرة قلم، وكفوا الحديث عن الماضي، والا عدنا للحديث ولكن بحقائق وادلة تثبت ان ما شهده الجنوب منذ الاستقلال الى اليوم هي مشاريع عدائية يريد البعض إعادة انتاجها من جديد، معتقدا ان أي صراع في عدن قد يربك الشعب ويدفعه الى التفكير للقبول بدولة الأقاليم الستة.
والله من وراء القصد.
#صالح_أبوعوذل