لماذا يصر هادي على الأقاليم؟!

2019-01-28 19:09

 

• اصرار هادي على الأقاليم لا علاقة له بالنهضة او بالتطوير، فالرجل يمتلك تاريخاً صفرياً في تقديم المساعدة لقريته ولمحافظته ولا علاقة له برفع المظالم عن الشعب ابداً، شخصياً بإمكاني سرد عشرات القصص لصغار تجار وشخصيات اجتماعية في منطقتنا قاموا بما عجز عنه هادي طوال 17 سنة نائباً للرئيس.

 

• هو كذلك لم يستطع أن يخلق نموذجا مطمئناً فيما هو متاح له الآن، وهو على سدة الحكم، فمعظم التعيينات في رئاسته تفتقر إلى الكفاءات وتقوم على الشللية والمحسوبية، وملايين من أموال الشعب يتم التلاعب بها ضمن محاصصات المقربين منه، والتربح من المال العام بلغ ذروته خلال فترة رئاسته! وكل تلك المؤشرات دليل كافي على ان الرجل أبعد ما يكون عن فهم حقيقة تأسيس دولة حديثة بعيدة عن تراكمات ماضي النهب واللصوصية.

 

• المتابع البسيط لمشكلة اليمن سيدرك من الوهلة الأولى انها ليست في غياب الثروة عن إقليم دون آخر، فما يملكه شمال وجنوب اليمن كدولتين يكفي ليستظل اليمنيون ببيوت من ذهب، ويضمن لهم حياة رغدة لا تحلم بها اوروبا، فالأزمة ليست ندرة وقلة الثروات وإنما فيمن وكلت لهم ادارة هذه الثروات، وطالما يصر هادي على إعادة وانتاج نفس الصور القديمة، فالأمور مرشحة الى مستقبل اشد ظلاماً، فحتى لو سكب الذهب سكباً في الشوارع لوجدنا الأقاليم تعيش في فقر مدقع.

 

• لكن الحقيقة تكمن في أنه يراها التجربة الوحيدة التي تضمن بقاؤه لأطول مدة في هرم السلطة، وسط رفض جنوبي من اليوم الاول، ورفض شمالي ظهرت ملامحه بإشعال حرب نتيجة تلك المخرجات، فتاريخ الرجل جنوباً لايشفع له بالترويج لنفسه، واما الشمال فهو يعلم يقيناً بأنه لا يمتلك انفاذ قراره إلى مابعد امتار خارج قصره في صنعاء.

 

• هادي ببساطة يتمسك بما يطيل بقاءه، هو يدرك استحالة تحقيق هذا الأمر على أرض الواقع، مما يجعله نقطة التقاء جميع الفرقاء، الجنوبيين فقط لانتماءه لهم، واما قوى الشمال، فاتخذته كحصان طروادة لتمرير مشاريعهم بعيداً عن التصادم المباشر.

 

 • فاتجاه اليمن لحل الدولتين، يعني خروج هادي من واجهة السلطة تلك التي لم يكن يحلم بها، وبتبعات ثرواتها التي حولته من رجل يستلم الفتات الى رجل يمتلك مليارات لم يكن يحلم بها هو او ابناؤه.

 

• الحلول تبدأ فقط حينما يتم إعلان مدة مزمنة ونهائية لبقاء هادي في السلطة وغير مشروطة بتحقيق أهدافه المعلنة (تحرير صنعاء وإعادته إليها)، وعلى التحالف ان يعي ان قرار تدخله هو إرادة شعبية لم يكن هادي سوى مترجماً لها، وبه أو بدونه سيبقى التحالف في اليمن إلى حين تحقيق أهدافه، وفقط حينها ستكشف الكثير من الأقنعة منه وممن حوله، وستبدأ سبديناريوهات المكاشفة والمواجهة الحقيقية، وعلى الاقل سيتفرغ الجنوبيون لمواجهة عدو واضح ألمح إليه هادي بقوله (بأنه سيتم فرض آخر على الجنوب يلزمهم بالانصياع لمطالبه بالقوة).

 

• وفي تلك اللحظة سيهزم مشروع الأقاليم وسيدفن مع تجاره ومروجيه إلى الأبد وسيبدأ الحديث عن مصالحة وانهاء لاحرب في اليمن وستبدأ أولى خطوط السلام ترسم على الأرض بين مَن يمتلكون القرار الحقيقي وسينتقل اليمن إلى مرحلة إنهاء الصراع بدلاً من إدارته.