قال كاتب "سياسي" تعليقا على الأخبار المتداولة بشأن إزاحة أحمد الميسري من وزارة الداخلية أن جناح الإخوان في الشرعية يكشر عن أنيابه مع اقتراب التوجه نحو الحل السياسي فيما يخص الحرب في اليمن، لذا فهم يسعون للتخلص من كل أدواتهم الجنوبية التي استخدمتوهم لضرب وتعطيل المشروع الجنوبي في الفترة الماضية , وأن السباق قد بدأ مع الزمن لإحكام قبضتهم والسيطرة على أهم مناصب الدولة وبكل تأكيد تبقى وزارة الداخلية مطمع وهدف قادم .
جاء ذلك في موضوع للكاتب السياسي "ياسر علي" تلقى موقع "شبوه برس" نسخة منه ويعيد نشره وجاء فيه :
• المتغيرات على الساحة السياسية توشك على فرض واقع جديد لمرحلة ما بعد هادي، ويبدو واضحاً للعيان أن تيار هادي اشبه ببالون تم نفخه وتضخيمه، وهو مرشح ليكون أكبر الخاسرين، فلم يعد للمخالب ولا للأنياب اي وجود حقيقي، في ظل ارتخاء قبضته السياسية وتآكل مناطق سيطرته لصالح باقي القوى.
• مؤشرات خروج هادي عن المشهد تزداد وضوحا يوما بعد آخر، تحركات مجلس النوب الأخيرة بصفته المشرِّع الوحيد لتغيير قادم أو لتثبيت ماهو ساري بالفعل، وتسارع تفاعل الإقليم سواء لحسم الملف او لتغيير خارطة الصراع كلها معطيات تضعف تيار هادي الذي انفصم عن واقعه الجنوبي، فلم يعد يمتلك أي تأثير في حاضنته الجنوبي، ولا قبول له إطلاقا في الشمال.
• السيناريو المرتقب أن المعركة ستكون اكثر وضوحا بين الاخوان والجنوب، في ظل مايبدو أنه (تحالف غير معلن بين الحوثي والاخوان) وهو ما يلزم استئثار الاخوان بمفاصل الدولة بشكل علني، منعاً لأي طارئ خارج حسابات التنظيم، وسط أخبار ومؤشرات تعكس تماهي أو لربما اتفاقيات مع أطراف إقليمية لدعم هذا التوجه.
• اتفاقات اللاعبين المهمين في اليمن من تحالف وغيره تشير إلى استراتيجية جديدة هي أقرب لإدارة الصراع لا حسمه، وهي قد استعدت بأدواتها جيداً لخوض المرحلة القادمة، قد يتفق الجميع في نهاية المطاف للإبقاء على خطوط التماس بين الأطراف الثلاثة (حوثي - اخوان - جنوب) في عملية استنزاف لإرضاء كل طرف بما حققه دون تجاوزات للأدوار المرسومة.
• وبين شراء الوقت واستباقه ستنبئ قادم الأيام عن واقع قد يؤكد هذه الاستنتاجات أو لربما قد يحدث مايغير من المعادلة والتي بكل تأكيد سيكون الحوثي طرفاً فيها لا محالة، فما أخذه في الشمال لن يفرط به إطلاقاً، ومن سيطر وهو (مليشيا) لن يترك ما أخذه بعد تحوله لـ (طرف في النزاع) فالمكاسب التي حققتها تلك الجماعة قد فاقت أجمل احلامهم.