الحرب على عدن توضحت معالمها منذ قيام دولة 22 مايو 1990م، وتجسدت على أرض الواقع بعد 7 يوليو 1994م وحتى اليوم ، وتتخذ هذه الحرب عدة أشكال منها ما يسمى ببرنامج تطوير مدن الموانئ ، وكان مسؤولا في بدايته محمد زمام (المحافظ الحالي للبنك المركزي)، والذي قال يوما ما :" لقد صُرفت أراضي عدن دفتريا بالكامل".
ليعلم أبناء عدن أن مخطط (عدن الكبرى) تم الاعتداء عليه ، وأن شواطئ عدن ومتنفساتها لم تسلم من الاعتداء ، وأن من أشكال العدوان على عدن التغيير الديموغرافي للسكان تحت مسميات عديدة ، منها ما يسمى "النازحون" أو "الوافدون" ويتذكر أبناء عدن أن الذين استوطنوا تلال عدن وبنوا مساكن فيها تحولوا إلى قناصة ، وليعلم أبناء عدن أن من يسمون "نازحون" قد بسطوا بأيديهم على "هضبة عدن" وسيتحكمون في تضاريس الهضبة ومستجمع مياه الأمطار فيها.
ليعلم أبناء عدن أن منطقة المملاح والتي تشكل كما شكلت في الماضي موردا اقتصاديا كبيرا ومساحتها 9 ملايين مترًا مربعًا تعرضت وتتعرض للردم منذ سنوات ، وعليكم أن تقفوا أمام ما اقتطعه الشيخ الأحمر عبر شخص آخر من منطقة حاشد في الشمال.
ليعلم أبناء عدن أن موارد اقتصادية متجددة منها محميات دوش الطاري في الرباك (الحسوة) تتعرض للاعتداء ويشارك في ذلك عدد من أبناء الحسوة الذين يبيعون الأرض هناك وتتعرض الأدواش تبعًا لذلك للإبادة .
المدارس والمجمعات الصحية لا تحترم من قبل الوافدين إلى عدن تحت مسمى "النازحون" ، وتعرضت ولا تزال تتعرض ممتلكات تلك المرافق للنهب والخروج بمقابل مادي كبير من تلك المرافق.
هناك توسع في عدد سكان عدن .. توسع في نهب أراضي عدن وأعداد المقابر في عدن تتزايد ، ويخشى أن تضيق المقابر ولا تتسع لاستقبال الموتى الجدد فيلجأ السكان إلى أسلوب الهندوس في التعامل بإحراق جثامين موتاهم! ، فهل سنصبح أو قد كتب علينا أن نصبح هندوسا جدد؟!..
الغريب أن السلطة المركزية والسلطة المحلية غائبتان تماما عن هذه التصرفات غير الحضرية.. غير الحضارية.. غير الإنسانية تجاه عدن وأهلها ؛ لأن القضية هي قضية انتماء ؛ فهؤلاء المسؤولون لا ينتمون لعدن بل ولا ينتمون لوطن، لأن الوطن عندهم هي أراضي مرابع القبيلة ؛ لأن الانتماء موجود بل ومحفور في أوساط الفيتناميين والكوبيين والكوريين والبوسنيين ، لأن مقومات الأرض مرتبطة بالإنسان هناك : لغة واحدة وثقافة واحدة وتاريخ واحد وذوق أدبي وموسيقى واحدة.
كل الخطوط الحمراء سواء على مستوى الأرض أو المعالم أو مجاري المياه كما هو حاصل في حقول بير ناصر أو الهضاب أو السواحل وقضايا البيئة برمتها تداس بالأقدام جهارًا نهارًا والكل سكوت كأن الطير على رؤوسهم!.
متى تضعون يا أبناء عدن أقدامكم في خطوة أولى نحو إنهاء هذا المنكر والبغي؟! متى؟! إذا طال الصمت فانتظروا الموت والعياذ بالله.
كل شيء موثق.. كل شيء مرصود.. اعلموا أن عدن إذا قدر لها أن تنتهي سيحشر البشر عندئذ من عدن إلى بيت المقدس كما أبلغنا الحبيب المصطفى .. عدن أيها العابثون ستنتصر في كل الأحوال.