محمد سعيد ساهمت الحرب التي افتعلها الحوثيون الموالون لإيران في ثراء قيادات إخوانية خلال اقل من عامين، جراء استحواذ تلك القيادات على أموال قدمتها السعودية التي تقود تحالفا عربيا في اليمن لدعم شرعية الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي انقلب عليه حلفاء إيران في سبتمبر أيلول من العام 1994م.
باسم المجهود العسكري ومعالجة الجرحى ومرتبات افراد المقاومة وفرض اتاوات استطاعت قيادات إخوانية ان تتحول في غضون شهور الى أحد اهم تجار المال في اليمن، فالحرب التي تسعى الأطراف اليمنية الى إطالة امدها، ساهمت في بناء امبراطورية مالية لتنظيم الإخوان الذي أصبح حليفا مع الحوثيين جراء التقارب القطري الإيراني الأخير والذي جاء ردة فعل من قبل الدوحة على المقاطعة الخليجية والعربية لها. وقاطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطر جراء تورطها في تمويل الحوثيين الموالين لإيران والتنظيمات الإرهابية المنبثقة عن تنظيم الإخوان المسلمين وتقارب نظام تميم مع نظام الملالي، في الوقت الذي يخوض التحالف العربي حربا مصيرية ضد المطامع الفارسية في المنطقة. وكشفت مصادر عليمة لـ(اليوم الثامن) عن استثمارات ضخمة للإعلامي الإخواني محمد العامري، الذي سبق له وجمع تبرعات بالمليارات لبناء مستشفى لعلاج مرضى السرطان في العاصمة عدن؛ غير ان المستشفى الذي لم ير النور حتى اليوم، اختفت أمواله في ظروف غامضة قبل ان يتم الكشف عن مشاريع استثمارية للإعلام الإخواني المقيم في تركيا منذ سنوات.
ونشرت وسائل إعلام يمنية صورا للإعلامي العامري بعد ان قام بعملية زراعة شعر لرأسه الأصلع، وسخرت وسائل إعلام من ان العامري صرف أموال التبرعات في زراعة الشعر في صلعته. وتساءل الصحفي حسين حنشي عن مصير الأموال التي جمعها الإعلامي الإخواني محمد العامري لصالح بناء مستشفى الأمل لمعالجة امراض السرطان في مدينة عدن. وجمع العامري مليارات من خلال تبرعات جمعها عن طريق برنامج بثته قناة السعدية لأكثر من ثلاثة أعوام.
وقال حنشي "ان المذيع الإخواني جمع اكثر من ملياري ريال يمني لبناء مستشفى لمعالجة السرطان، قبل ان يستثمرها في تركيا".. مؤكدا ان كان العامري استثمر في تركيا من أمواله الخاصة، فأين هي أموال التبرعات التي جمعها العامري على شاشة قناة السعيدة لصالح بناء مستشفى خاص معالجة مرضى السرطان في عدن".
وربما يعيد مثل هكذا تساؤلات الحديث عن الأموال والأسلحة التي جمعها العامري كتبرعات لصالح بناء مستشفى معالجة مرضى السرطان في عدن، وهو المستشفى الذي لم ير النور الى اليوم ولا يعلم احد اين ذهبت تلك الأموال، لكن الكثير يرجح انها لا تزال في حوزة العامري الذي جمعها على مدى ثلاثة سنوات، حيث تبرع مواطنون بأموال واسرح وسبائك ذهبية لصالح مرضى السرطان.
وقد دخل العامري في خلافات حادة مع قناة اليمن الرسمية التي كانت تبث من صنعاء في العام 2013م، في اعقاب بث القناة الأخيرة لبرنامج مشابه لبرنامج العامري "جمع تبرعات لصالح بناء مستشفى في عدن"، قبل ان يدخل العامري في خلافات وتبادل للاتهامات على الهواء مباشرة.
واتهمت قناة اليمن الرسمية العامري بـ"اللص والسارق"، وبمثل ذلك رد العامري على قناة اليمن حينها، لكن بعد مرور نحو أربعة أعوام لم يقم المستشفى الذي قال السياسي الجنوبي البارز عبدالرحمن الجفري ان الأرضية التي شيد عليها أساس المستشفى تعود ملكيتها له وانه قد تم البسط عليها.
ولم تكن استثمارات العامري المعلن عنها في تركيا، فالقيادي الإخواني حمود المخلافي سبق له وافتتح العديد من المشاريع الاستثمارية في تركيا والتي تقول تقارير يمنية انها أموال نهبها قدمتها السعودية لدعم المقاومة الشعبية في تعز. وهرب المخلافي قبل نحو عامين الى تركيا عقب اتهامات وجهت له بنهب الملايين من العملة السعودية التي قدمت لدعم الحرب ضد الحوثيين.
وكشفت مصادر يمنية في الرياض "ان الناشط الإخواني محمد الشعري نصب على مئات المغتربين اليمنيين في السعودية، استثمر بها في الخارج". وأوضح مصدر يمني "ان الناشط الإخواني الشعري المقرب من رجل الدين الإخواني عبدالمجيد الزنداني هرب إلى البانيا وافتتح مشاريع استثمارية هناك".. مشيرا الى ان المئات من اليمنيين المغتربين في الخارج ابلغوا السلطات السعودية انه قام باختلاس أموال والفرار بها صوب أوروبا". ويتساءل يمنيون عن تلك الاستثمارات التي يقيمها الاخوان في تركيا وغيرها من البلدان، خاصة في ظل الحديث عن سعي الإخوان لإطالة امد الحرب في اليمن لمواصلة الكسب غير المشروع من خلال استمرار الحرب التي لم يقاتل فيها الإخوان بجدية.