أن يكون بيان 3 أكتوبر الصادر عن الانتقالي ذي التأييد بالأغلبية الساحقة من المواطنين الجنوبيين كافة بمثابة خارطة طريق للانتقالي ، على ضوئها يتم التمكين قدما وبخطوات تصعيدية منظمة ومنتظمة في السير السياسي والاقتصادي والعسكري الجنوبي حتى استعادة الدولة الجنوبية والأعتراف بها أقليميا ودوليا ، يعد تطورا كبيرا وملحوظا على مستوى رقعة النضال الجنوبي ، وهذا يعطي قادة الجنوب السياسية والعسكرية الجد والأجتهاد في العمل المتقن ومسايرة تطورات الأحداث والمتغيرات الطارئة على الساحة العربية والدولية ، خاصة تلك التي يتداخل فيها الشأن الجنوبي ، أكان في شأن جغرافية الجنوب أو في شأن سياسته النضالية ، التي قد يكون في جانب من جوانبها تكمن مصلحة وأمن دولة أو دول عربية عدة ، بشرط أن تكون الاستراتيجية العربية المستقبلية ، متفق عليها ، و تتماشى مع طموح الجنوبيين في استعادة دولتهم ولا تخذلهم .
ومن إيجابيات جعل بيان 3 أكتوبر بمثابة خارطة طريق أيضا ، هو أنها تضع لكل قادة الانتقالي السياسين ، وكذلك لقادة قوات المقاومة الجنوبية، حدودا واضحة المعالم يجب الالتزام بها ، وهذا يفيد الجنوب ويجنبه أن يكون عرضة مرة آخرى من شراء قادته أو تفريخ الانتقالي إلى مكونات ، مع استمرار تكلمهم باسم الشعب الجنوبي ونضاله ، أكان ذلك لحساب ماتسمى بالشرعية ، أو لصالح دولة أخرى ليست مع مشروع استعادة الدولة الجنوبية ، حيث وأن هذا الاسلوب قد سبق ومارسه نظام الهالك عفاش وحزب الإصلاح مع الحراك الجنوبي ، الذين استطاعوا تفريخه إلى عدة مكونات ، لبث الفرقة والشتات واليأس في نفس شعب الجنوب التواق إلى الحرية والاستقلال ، وأفشال نضاله .
لهذا فأن قرار الانتقالي جعل بيان 3 أكتوبر هو خارطة الطريق ، يكون بذلك قد اغلق الأبواب على كل من يحاول تفريخ الانتقالي ، أو من يحاول أن يظهر نفسه أو مكونه بالكذب أنه هو من يمثل شعب الجنوب وقضيته .
لذلك على الانتقالي نفسه ، وهو يناور داخليا وخارجيا ، من خلال تصعيده الشعبي والسياسي والعسكري ، أو التقليل من ذلك التصعيد في الظروف والأوقات الملائمة ، عليه أن يكون متمسكا بثبات وتواصل خطواته ، وأن لا تكون التغييرات الطارئة في حكومة ماتسمى بالشرعية ، كتغيير رئيس الحكومة أو الحكومة كلها ، أو ما قد يطرأ من تغير سلبي مؤقت في مواقف بعض دول التحالف على القضية الجنوبية ، على الانتقالي أن لا يستسلم لتلك التغييرات ويتراجع عن خطواته التي فيها يكون قد استطاع الوصول إلى أن يكون قاب قوسين أو أدنى من استعادة الدولة الجنوبية ، والعودة إلى الخطوة الأولى ، ولكن هذا لايعني منع الانتقالي من المناورة متى ما رأى ذلك ممكنا ومناسبا وصالحا للشعب الجنوبي وقضيته ، مع الألتزام في تواصل خطوات النضال الجنوبي وثباتها ، وأن تكون العودة بعد المناورة من الخطوة الآخيرة التي كان قد وصل إليها الانتقالي أو من التي بعدها .