لطالما هاجم رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، إيران واتهمها بالعبث بأمن واستقرار اليمن، غير ان التحالفات الأخيرة قد أكدت ان "الضرورات تبيح المحظورات"، كما قال الشيخ الإخواني عبدالله صعتر في فتوى تكفيرية جديدة ضد الجنوبيين الذين ساوى بينهم وبين الحوثيين في صنعاء وطالب بقتالهم، وعلى ضوء ذلك، مولت حكومة بن دغر (غير الشرعية)، حربا سياسية ضد الجنوب، وتمكنت بـ220 مليون ريال يمني ان "تبيح ضرورة مواجهة الجنوبيين، محظورات التمدد الإيراني".
على مدى السنوات الماضية، ظلت صفة الحراك الإيراني توجه للجنوبيين كلما طالبوا باستعادة دولتهم او على الاقل تنفيذ ما وعدت به حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور وفي طليعتها معالجة قضية المسرحين الجنوبيين من وظائفهم والتي ترفض ادارة هادي تنفيذ قرارات جمهورية قضت بمعالجة قضيتهم وتسوية اوضاعهم، ناهيك عن نهب 350 مليون دولار أمريكي قدمتها الدوحة لمعالجة قضية الجنوب قبل ان تذهب الى خزينة تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.
حكومة غير شرعية استغل بن دغر عدم وجود اي شرعية لحكومته التي لم تحظ بثقة البرلمان اليمني في نهب موارد البلاد، وفقا لتقارير ووثائق وتأكيدات مسؤولين حكوميين، ابرزهم محافظ عدن المستقيل عبدالعزيز المفلحي الذي أكد نهب حكومة بن دغر للمليارات من ايرادات العاصمة الجنوبية، قبل ان يزعم بن دغر ان نهبه لتلك الاموال الهدف منه افتتاح شركة اتصالات جديدة في عدن لم تر النور بعد، وهي الشركة التي يقول مسؤولون انها قد تعثر وسط انباء عن اغلاقها بدعوى انها شركة قد ربما تؤسس لانفصال شبكة الاتصالات عن صنعاء والتي يتحكم الحوثيون في كل مواردها. ويؤكد سياسيون على ضرورة إقالة حكومة بن دغر ، حيث قال السياسي الجنوبي احمد الصالح مدير مركز عدن للأبحاث في واشنطن " ان حكومة بن دغر فُرضت على الشعب دون موافقته ودون مصوغ قانوني او مسار دستوري.
واضاف "ان الشعب منحها فرصة للعمل ولكنها فشلت فشلا ذريعاً، وان الحكومة نهبت وعبثت بالوظيفة العامة للأقارب والاصدقاء فقط".. مشددا على أن "إسقاط الحكومة اليوم يعتبر واجبا لا مهرب منه فإما أن يسقطها الرئيس بقلمه او سيسقطها الشعب بذراعه". 220 مليون.. تصنع تحالفات وخلافات كشفت تقارير إخبارية عن تقديم الحكومة لـ220 مليون ريال يمني لتنظيم احتفالية لاتباع فادي باعوم واتباع ائتلاف الشرعية الذي يتزعمه ماليا نجل الرئيس اليمني جلال عبدربه منصور هادي ورجل الاعمال أحمد صالح العيسي، حيث تخوض الحكومة الشرعية من خلال هذا التحالف حربا جهوية ضد الجنوبيين وتدفع بحلفاء قطر إلى مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي، يسعى للتهدئة لتجنب اي صدام مسلح في عدن، تسعى الحكومة الشرعية الى التحضير له منذ نحو 10 ايام. وبحسب موقع شبوة برس "فقد أشعلت أموال قدمها نجل الرئيس هادي خلافات بين اللجنة التحضيرية والإعلامية لفعالية 14أكتوبر التي دعا لاقامتها حراك فادي باعوم المدعوم من قطر ، وقيادات موالية للشرعية. ونشبت الخلافات التي وصلت حد السب والشتم والعراك ، بين أعضاء في اللجنة التحضيرية ، ومسؤول اللجنة الإعلامية ، على خلفية افصاح الأخير عبر منشور في حسابه على فيسبوك عن تلقيهم دعم من نجل الرئيس هادي لنقل المشاركين في الفعالية من مديريات ردفان والضالع ويافع، حيث أعتبر أعضاء اللجنة التحضيرية أن تصرف مسؤول اللجنة الإعلامية تسريب خطير يسيء للفعالية ، وقاموا بتوبيخه بالكلام الذي تطور الى عراك بالايادي. من ناحته، كشف أكاديمي وباحث سياسي جنوبي بارز عن ما اسماه بالتطور اللافت في اداء الشرعية باليمن ، بطريقة ساخرة وناقدة في ذات الوقت.
وقال الدكتور "حسين لقور بن عيدان" في تغريدة على صفحته في تويتر : "كثر خير الشرعية.. صراحة تطور ملحوظ لأول مرة ما حد اتصل علينا نجمع تبرعات لاحتفالات أكتوبر الحراكية ". وأضاف : "كثر خير الشرعية صانتنا من الدفع هذه المرة و تحملت نفقات مهرجان الحراك الجنوبي.!!!!! لسنا جاحدين وجب الشكر". وجاءت التغريدة الساخرة من الدكتور "بن عيدان" عقب ورود أنباء الجمعة عن تكفل أطراف داخل السلطات الشرعية بكافة مصاريف وتكاليف إقامة فعالية في ساحة العروض بخورمكسر بمناسبة 14 أكتوبر ، لاسيما بعد إعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي عن إلغاء قرار إقامة فعالية مركزية بعدن بهذه المناسبة . ويبدو بأن أطرافاً في الشرعية تدفع للصدام والمواجهة مع الإنتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية في إطار حملاتها المستمرة للنيل من الإنتقالي ، فضلاً عن محاولاتها المتواصلة التي تستهدف علاقة قواعد عريضة من الجنوبيين بالمجلس الإنتقالي . الكاتب الصحفي "عبدالخالق الحود" أعلن أن الشرعيّة رصدت 220 مليون ريال لفعاليّة ساحة العروض بمدينة خور مكسر .
تفجير الوضع في عدن كشفت مصادر استخباراتية جنوبية ان نائب الرئيس اليمني علي محسن الاحمر يسعى الى تكرار مخطط استخدمه علي عبدالله صالح ومن بعده استخدمته مليشيا الحوثيين لاستهداف الجنوب واسقاطه من الداخل عبر قيادات عسكرية موالية له وظل على علاقة معها ويقوم بدعمها باستمرار. وكشف مصادر لـ(اليوم الثامن) عن أن "مخطط علي الاحمر بدأ بتنفيذه منذ تحرير مناطق الجنوب في منتصف 2015 وهزيمة وطرد مليشيا الحوثيين منها. حيث قام الاحمر باعادة ترميم علاقاته بقيادات عسكرية جنوبية ظلت تعمل مع نظام صالح منذ فترة كما اتجه مستغلا شرعية الرئيس عبدربه منصور لاستقطاب قيادات جديدة في المقاومة كانت محسوبة على التيار السلفي وتحولت الى موالاة تنظيم جماعة الاخوان المسلمين.
ويراهن الاحمر انه قادر على تنفيذ مخططه من خلال بناء معسكرات تدين له قياداتها بالولاء وتتلقى منه التوجيهات والاوامر والدعم المستمرة وفي مقدمتها أولوية الحماية الرئاسية. تفجير وضع الجنوب من الداخل اصبحت للاحمر قوات في عدن وحضرموت وشبوة ويعتمد فيها على قيادات عسكرية تدين له بالولاء في حقيقتها وتربط نفسها بالرئيس عبدربه هادي الذي هو الاخر جزء من مخطط الاحمر بعد تلقيه وعود من الاحمر ان يبقى رئيسا ويتم تعيين ابنائه في مناصب وزاريه.
ويعمد الاحمر على توجيهاته لوزراء بالشرعية لغرض تحشيد مقاتلين وشراء ولاءات وانفاق الملايين من اموال الدولة في حين كل الخدمات متردية ولم يجد الموظفين معاشاتهم الشهرية وتلك الاموال تستخدم لتحشيد المقاتلين .
وتعتقد الشرعية ان ادخال الجنوب في اتون فوضى ومواجهات مسلحة الهدف من ايجاد مبرر لتحريك قوات مأرب صوب عدن واحتلاله بدءا من شبوة النفطية حيث تصارع قوات الأحمر للسيطرة على منابع النفط. ويترقب الجنوبيون قيام نظام الشرعية بشن حرب ثالثة على الجنوب على غرار الحربين السابقين (1994م، و2015م)، وهي الحرب التي تقول حكومة بن دغر ان الهدف منها الدفاع عن الوحدة اليمنية ضد تسميه بمشاريع الانفصال؛ في اشارة الى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب.
*- عن اليوم الثامن