الانتقالي تتويج لنضال شعب الجنوب

2018-10-13 10:47

 

• اتفقنا ام اختلفنا، تبقى حقيقة واحدة أن المجلس الانتقالي لحد الآن هو أعلى خطوة وصل لها الجنوب خلال مراحل نضاله السلمي، وهو بالمناسبة يعتبر تتويج لمراحل النضال، وانتقالها من التحرك الثوري، إلى مرحلة متقدمة تتمثل في العمل السياسي.

 

• ينطلق الانتقالي من ارث وتجربة سياسية غزيرة، صقلتها مراحل النضال المختلفة بكل تقلباتها، التي ابتدأت أولى بذراتها بصدام عسكري بين دولتين في مايو 1994م، ثم انتقلت لسخط شعبي كامن في قلوب الجنوبيين طوال سنوات احتلال قوى الشمال لكل المقدرات جنوباً، لتترجم إلى حراك شعبي سلمي بدأ باحتجاجات للمتقاعدين العسكريين، كان بداية لانطلاق شرارة ما صار يعرف بالحراك السلمي.

 

• استمر الحراك السلمي بمواجهة آلة الموت والقتل وراح ضحيتها الكثير من رموز الحراك، هي في الحقيقة لم تميز فوجهت سلاحها لكل ما يتحرك في ارض الجنوب قتلوا الاطفال والشيوخ والنساء، مارسوا ابشع الجرائم في حق مواطنين عزل آمنوا بحقهم في استعادة الدولة.

 

• ووسط تقلبات المشهد السياسي فيما يعرف بالربيع العربي تم السطو على مسمى الحراك من بعض قوى محسوبة شمالا، لاختطاف الصوت الجنوبي وتطويعه لرغبات المحتل مجدداً، فيما عرف لاحقاً بمؤتمر الحوار الوطني، والذي اريد منه حرف مسار مطالب الجنوب لاهداف تكرس هيمنة قوى الشمال واستمرار قبضتهم الحديدية على كل ثروات الجنوب.

 

• في تلك اللحظات الفارقة خاض الحراك الجنوبي معارك ضارية على الصعيد الشعبي، كانت الساحات لا تكاد تنفض وهي تعبر عن ارادة ثابتة لا تتزحزح لم يكن هناك اي مساومة او حياد عن خيار الاستقلال، برغم محاولات تلك القوى لوأد القضية الا انها كانت تزداد اشتعالا ووهجا.

 

• وجراء تصاعد صوت الجنوبيين تم الايعاز لقوى الشر شمالا في تكرار تجربة جديدة للغزو، جاء الحوثي بقضه وقضيضه ظناً منه انه باستطاعته اعادة الامور الى حظيرتهم، لكنه اصطدم بإرادة فولاذية لشعب كان قد اعد نفسه لمثل هكذا مواجهات ليس على مستوى السلاح العسكري، لكنه كان قد تسلح بإيمانه بقضيته، هذا الامر جعل الحراك يخطوا بخطوات متسارعة وكأنها بصيص امل لبدء الكفاح المسلح، هذه المرة استطاع الجنوب ان يرد الصاع صاعين، لتكون المقاومة الجنوبية هي نواة ذاك الجيش الأسطوري الذي تم تدميره سلفاً.

 

• ولأن السلاح وحده لا يكفي، ادركت القوى التقليدية بضرورة تفتيت تلك القوى وتمزيقها، ولعبت على إذكاء صراعات كان الجنوب قد دفنها والى الابد، في محاولة لاعادة انتاج تشرذمات تعطل الجنوب من الاقدام على خطوات بناءه لوطنه في ظل فقدان الشمال لخصمهم الاخر الحوثي.

 

• مورس على الجنوب ابشع التصرفات التي ترتقي الى جرائم الحرب، سياسة تركيع وتجويع، تنفيذا لأجندة المتنفذين المسنودين بقوى اقليمية تهدف الى ابقاء وضع الجنوب في حالة اللاحرب واللادولة.

 

• وحينما ظنوا انهم قد نجحوا في خطتهم، وانفرجت اساريرهم باستلام الجنوب مجددا، هبت رياح الثورة من جديد لتزيل غبار الألم والجوع لتكتب ولادة المجلس الانتقالي الجنوبي تتويجاً لكل مراحل النضال السلمي في الجنوب، مجلس يستند على قاعدة شعببة، واجماع جنوبي فريد من نوعه، يمتلك القوة العسكرية لفرض امر واقع في اي لحظة، وهو قبلها قد حمل على عاتقه حلم وتطلعات كل شعب الجنوب من المهرة الى باب المندب.

 

• يطير المجلس الانتقالي بجناحيه معانقاً السماء ليقطف لنا نجومها ليقدمها الى شعبنا الصابر لينضمها كعقد تزين تراب الجنوب، ولينثرها على مراقد الشهداء وليضمد بها آلام الجرحى، ويطبطب على قلوب الثكالى ويمسح بها رؤوس غلمان فقدوا اغلى اهاليهم من اجل هذا الحلم، ليقود سفينة الجنوب ويخوض بهم عباب امواج متلاطمة للوصول إلى شاطئ الاستقلال بأمان.

 

#الانتقالي_تتويج_لنضال_شعب_الجنوب

 

#ياسر_علي