حاول رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر، إخلاء مسؤولية حكومته من الإنهيار المتواصل للريال اليمني، محملاً تجار النفط مسؤولية هذا الإنهيار إلى جانب ميليشيا الحوثي الإنقلابية، وملمحاً مسؤولية التحالف العربي بقيادة السعودية في إنقاذ اليمن .
جاء ذلك خلال كلمته التي القاها امس الثلاثاء، خلال إجتماع حكومته في العاصمة السعودية الرياض، حسبما نشرت وكالة سبأ الرسمية .
وقال أن الحكومة عملت مع البنك المركزي وقيادته على اتخاذ جملة من الإجراءات التي تعاون فيها الأشقاء في السعودية معنا لفتح الاعتمادات بهدف تسهيل عمليات الاستيراد، وللمرة الأولى نقلنا في أيام معدودة سوق الصرافة من خلف الجدران إلى النظام المصرفي الحكومي والتجاري، وقررت تكليف شركة النفط بشراء المشتقات النفطية وتوزيعها، ووفرنا 10 ملايين دولار لهذا الغرض، بدلاً من ترك الحبل على الغارب للسوق التي يتعامل بها بعض من لا يهمهم سوى تحقيق الربح، والربح الأعلى .
وجدد بن دغر التأكيد، أن الأسباب التي أدت لانهيار الريال، هي انقلاب الحوثي، غير أنه أضاف هذه المرة خصوم الحكومة، ممثلة بالمطالبين بإستقلال الجنوب والإرهابيون ومن يقف خلفهم .. لافتاً إلى أن عداء الحكومة يرجع إلى موقفها من الدفاع عن مصالح الشعب العليا والحفاظ على يمن موحد إتحادي، على حد زعمه .
وقال " ليس سراً إذاً قلنا إن الهجوم على الحكومة من هذه الأطراف الثلاثة ومعها إيران ومن سار في فلكها المعادية للنظام الوطني ووحدة اليمن واستقراره، إنما يعود لموقف الحكومة الثابت من هذه القضايا، وأن أسباب الانهيار لا تتعلق بها، ولا بأدائها وإن كان الكمال مستحيلاً بل بجملة من العوامل الموضوعية والذاتية تراكمت دفعة واحدة، وخلقت واقعاً لا يمكن نكرانه، كان الانقلاب الحوثي جذره الأول، لقد دمر الحوثيين اليمن، وسنعاني طويلاً جراء الانقلاب".
وكشف بن دغر عن قيام الحوثيين بتكليف بعض البنوك وبعض الصرافين لشراء الدولار من كل أنحاء اليمن، وبأي سعر كان، وقال "يكفي أن نشير إلى موقف الصرافين الذين أغلقوا شركاتهم ومحلاتهم متهمين جهات مجهولة وراء هذا الانهيار. ولم تكن هذه الجهات المجهولة وفقاً لمعلوماتنا ومعلومات غيرنا سوى الحوثيين".
وأضاف أن هناك أسباب أخرى من أهمها توقف تصدير النفط والغاز إلا من القليل منه من حضرموت ودفعة أولى من شبوة، كان النفط والغاز يمثل المصدر الرئيس لميزان المدفوعات والميزان التجاري في بلادنا .. مشيراً إلى توقف التصدير أدى إلى انخفاض المعروض من العملات الأجنبية في سوق الصرافة مع بقاء الاحتياجات من النقد الأجنبي على ذات المستوى، مع ازدياد مستمر في عدد السكان، وانخفاض في مستويات الإنتاج في كل القطاعات بما فيها الزراعة والاسماك.
وتابع "أن هناك سبباً مباشراً، وهو دخول تجار النفط على خط المضاربة، للحصول على الدولار، والتجارة في النفط تعطي أرباح كبيرة قياساً بالسلع الأخرى، ولذلك قررت الحكومة توفير احتياجات المواطنين مباشرة عبر شركة النفط، وتلك الإجراءات بدأناها منذ أمس الاثنين" .. مضيفاً أن الاختلالات العسكرية والأمنية القائمة في المحافظات المحررة لن تسمح بالاستقرار الاقتصادي.
والمح بن دغر إلى مسؤولية التحالف العربي في مساعدة اليمنيين لتجاوز هذه الأزمة المالية على إعتبار أن اليمن عمق استراتيجي لدول المنطقة، وللمملكة على نحو خاص، وقال "اليمن بحاجة إلى مؤتمر اقتصادي يمني خليجي على مستوى القمة ينظر في وضعه، لا يمكننا أن ننتصر في معركتنا مع الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين في ظل اوضاع سيئة يعيشها المواطن اليمني. لن يثق المواطن بما نقوله عن أنفسنا وعن توجهاتنا، بل بما نصنعه على الأرض ويلمسه المواطن".
*- شبوه برس – عدن برس –