مافيش داعي نفتح ملفّات الماضي ؟!

2018-09-26 04:16

 

*- شبوه برس :

• أكثر الكلمات استفزاًزاً لي؟ حينما تنتقد أحد الشخصيات بسبب تراكمات أفعاله القديمة، وجرائمه السابقة، ليظهر إليك أحدهم ينصّب نفسه محامياً عنه وبكل برودة يردد: مافي داعي لجلب الماضي، خلينا نفتح صفحة جديدة .!

 

• إنها السذاجة يا سادة، التي لا أستسيغها وقد يتصف بها أحدنا دون أن يشعر فيسارع إلى الثقة بالآخرين دون تفكير في أحقيتهم بهذه الثقة، ليجعل من نفسه أداة ومطية لتنفيذ مخططات البعض دون أن يشعر، حتى وإن كان هذا الأمر يعود بالضرر عليه وعلى وطنه، ليصير تابعاً وأداة للتنفيذ ليس إلا، فالتسامح أحياناً يكون في غير محله، فهل رأيت ماعزاً سامح ذئباً على أكله لرفاقه؟!

 

• ولكل تلك الأسباب الآنفة الذكر، تجعل من المتحدث بهذا الأسلوب صاحب منطق فاشل وضعيف جداً، فحينما يتم الدفاع عن شخص بهذه الحجة، فمن باب أولى أن  يُوجه الخطاب لتلك الشخصية مطالبةً إياه بـ رد المظالم إلى أهلها، وأن يعلن توبته منها، وأن يظهر بشجاعة للتبرؤ من كل تلك الأفعال، وما غير ذلك فسيبقى تسويقاً للوهم من جديد.

 

• أما أن يحاول البعض الالتفاف على هذه الأمور خوفاً على مشاعره المرهفة بسبب أفعاله، ثم تتبجحون بمطالبة الناس بالنسيان!، وإغلاق كل شيء، وكأنهم عبارة عن أجهزة الكترونية بمجرد الضغط على  زر Delete ينسون كل ماحدث، وينساقون ليكونوا جزء من القطيع، فهذا أمر مرفوض تماماً.

 

• حينما نستجلب أخطاء الماضي للتدليل عليها فنحن هنا لانستدعي الأحقاد بقدر ما نقرر طبيعة وتكوين تلك الشخصية المشمولة بالنقد، ولتسجيل وتدوين المواقف للاستفادة منها للحكم على قيمة ومعادن الرجال، ولو كان الأمر كما يحاول البعض تصويره، لكان يكفي كل من أجرم في حق الناس، بعد فقدان مصالحه، أن يخرج لهم خطيباً بشعارات الوطنية والدفاع عن المظلومين ..!!

 

• السذاجة مرفوضة خاصة في التعاطي مع من توكل إليهم أمور القيادة، أو التحدث في أمور وشؤون المجتمعات، ومن اختار لنفسه أن يميل مع كل ناعق دون أن يستبصر تاريخ هؤلاء فإنما يستغبي نفسه ويستغفلها من حيث لايدري، ويعيد تكرار نفس الأخطاء.

والله من وراء القصد.

 

#ياسر_علي – شبوه برس