هل يجب على الجنوبيين كسر قاعدة التصالح والتسامح وأعداد ملفات وافيه كاملة النصاب القانوني معززة بشهود أحياء وذوي ضحايا ينعون أبنائهم وأزواجهم إلى اليوم , ومن ثم تقديم من تلطخت أيديهم بدماء أبناء الشعب الجنوبي وخاصة رموز الجنوب الأحياء (بلا حيا إلى اليوم) وكل من كانوا على رأس السلطة في الجنوب , من أحداث قحطان إلى أحداث سالمين وما تلى مرحلة حكمه من قتل وسحل وتأميم ونفي بالإكراه , ثم إلى الغدر به من رفاقه .
وإلى طامة يوم الأثنين الأسود 13 يناير 1986م يوم أنهار الدم الجنوبي في بورصة وتم الإجهاز على الآف من شباب الجنوب في 3 أيام معدودة وفي مذابح لم يشهد لها التاريخ على مر العصور , أخ يذبح أخاه على طريق عدن تعز .
إلى الطامة الكبرى عندما سلم الرفيك على سالم البيض الجنوب بسلة بيض واحدة لمكر ثعالب الشمال ورسي بالوطن الجنوبي في سوق الملح باب اليمن , وحطه لأعداء الجنوب كأنه بضاعة مزجاة .
إلى من دخل بألويته الجنوبية فاتحا للشماليين مدينة عدن وبعده نهب الجنوب في حرب 1994 م .
الا يجب تذكيرهم بجرائمهم وأعداد ملفات تقديمهم لمحاكمات علنية كي يلاقوا جزائهم العادل لما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب الجنوبي المظلوم والمكلوم بجراحهم إلى اليوم , بدلا من التودد لهم وحمايتهم وتنصيبهم على رأس الوطن كي يسددوا له آخر طلقات الموت ؟؟؟؟
أكتب هذا ليس معارضا لمبدأ التصالح والتسامح , لكنه مبدأ فضفاض يجب مراجعته من كل أبناء الجنوب , خاصة بعد أن أفصح عبدربه منصور هادي وكشف عن قناعته وقناعه وعباءته التي هرب بها من صنعاء ولاذ بالجنوب , وهو اليوم يتنكرا لمن آواه وحماه ويطلب من المبعوث الأممي . بل ويشترط عدم أشراك الجنوبيين في المفاوضات , وهم من عززوا شرعيته وشرعية التحالف العربي على الأرض بتحرير معظم أرض الجنوب , والتوغل إلى عمق اليمن , ومن ثم ينفذ خطط أصحاب الشمال الحالمين بعودة شعب الجنوب إلى باب اليمن , كلا وألف كلا يا دنبوع الدمن , الوطن اليوم لن يباع .
فعلا إذا صح ما صرح به الدنبوع فأنه شيء يفوق كل تصور للخيانة , شيء يستفز النخوة الجنوبية ويستدعي شعب الجنوب إلى الوقفة الجنوبية العربية ألتي تهز أركان الخيانة وتزمجر في فضاء العالم العربي , حتى يعترف الصديق قبل العدو أنه الشعب العربي الوحيد الذي صنع أعظم انتصار على التمدد الفارسي في تاريخ العرب الأخير , بعد يوم ذي قار قبل الإسلام , ويوم القادسية في عز الإسلام , ورغم ذلك لم يعترف حتى الحليف !!!!.
لا أن يتم استضافة وحماية من يتنكر لشعب الجنوب , بل ويقاسم خيراته مع الأعداء , وحاشيته وأبنائه يتاجرون بالجوع الجنوبي , ومنتظرين موت الشعب الذي آمنهم من خوف !!!.
لا أطيل :
بعد اليوم عار على كل جنوبي مجلس انتقالي وحراك وحزام أمني وقوات الساحل الغربي , وكل ابناء الجنوب , إذا لم يفتحوا ملفات الخونة واللصوص ومصاصي الدماء , شركاء الأعداء ظاهرا وباطناً , وقبل المحكمات المطلوبة شرعا وقانونا , يجب منعهم من العودة إلى وكر معاشق , بل وإلى أي شبر محرر على أرض الجنوب .
ومثلهم كل شمالي كائن من كان , حتى من يدعون أسناد التحالف على طريق عدن تعز !!!, قولوا لهم وللتحالف العربي (( أمارة الإصلاح في مأرب )) هي الأولى باحتضانهم , وأشراكهم في مسلسل توم وجيري , فلا يضحكون على أبناء الجنوب وقيادته التي فوضها شعب الجنوب , كي تستعيد الوطن , لا أن تستعيد من كان بالأمس القريب يقتل أبنائنا وأمهاتنا وأطفالنا على أرض الجنوب .
لا خوف على القضية الجنوبية الحاضرة بحيوية شعب الجنوب ومقاومته التي أسقت أرض الجنوب بالدم النفيس , وشعب الجنوب اليوم سيد على أرضه , لكن الخوف من الضحك على الذقون , ومن ضبابية الرؤية ممن يستهترون بتضحيات شعب الجنوب ولا يزنوها بميزان الحق , فما علا شعب الجنوب وقيادته ومقاومته إلا الموقف الحاسم , من الشرعية العدو , ومع التحالف الصديق (فلنا مثلما علينا) !!.
بقلم / صلاح ألطفي
25 ذو الحجة 1439 للهجرة
5 سبتمبر 2018 م