الحملة التي شنت من الداخل حكومة ونشطاء حكومة وحوثة وإصلاح وذوي نيات حسنة ومن الخارج بدهاليز شبكة مصالحه وخلافاته ضد الإمارات والقوات الجنوبية التي بنتها ودعمتها لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب كانت حملة شرسة ومبرمجة جدا الى درجة الجحود والنكران التام لأي لمسة إيجابية لدور الإمارات والحزام الأمني والنخبة وأن كل ما فعلوه هو إنشاء سجون سرية والإشراف عليها وتعذيب السجناء فيها واختطاف السيادة من أيدي الشرعية .
ويمكن القول إن الحملة لم يذهب أثرها أدراج الرياح ولعل ما يشير الى ذلك استدعاء الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الى أبوظبي ثم دعوة الرئيس هادي لزيارة الإمارات وتسليم الشرعية سجونها و ( سيادتها ) والبدء بتقليص الإمارات لدورها لتتحمل الحكومة ما ينبغي عليها من المسؤلية في إدارة الجنوب والشمال وتولي مهام الأمن بكل ملفاته فإن نجحت فلها وإن فشلت فعليها من دون التذرع بالأعذار واختلاق معارك كلامية وتحريض الشعب ضد من ساهموا بأكبر الأدوار في تحريره من قبضة الحوثة والجماعات المسلحة وتحقيق أمن واستقرار جيد بعد التحرير .
وأظن أن السيناريو القادم في هذا السياق سيكون بأن تسحب الإمارات دورها بشكل تدريجي من المشاركة العسكرية المباشرة في التحالف العربي خلال الأشهر القادمة حتى مارس 2019 م وتقصر حضورها في التحالف على تقديم الدعم اللوجستي وربما المالي والإسناد الجوي والبحري في المعارك ضد الحوثة والجماعات المسلحة مثل مصر تقريبا وتترك الشرعية وحكومتها تحمي وتدير شعبها في المناطق المحررة وتسد الفراغ الأمني الناتج عن ذلك كما يحلو لها ، وهذا الفرس وهذا الميدان .