جسر عقان بلحج.. أعاق حركة الحوثي في الحرب وجرّع المواطنين المُر بالسلم (تقرير)

2018-07-07 07:59
جسر عقان بلحج.. أعاق حركة الحوثي في الحرب وجرّع المواطنين المُر بالسلم (تقرير)
شبوه برس - خاص - عقان لحج

 

خرج المواطن فيصل شاهر عثمان من منزله بإحدى قرى كرش مسرعًا على متن سيارة كان قد استأجرها لتوه من جاره لإسعاف أحد أفراد أسرته والذي تعرض لوعكة صحية تطلب نقله إلى مشفى ابن خلدون العام بالحوطة عاصمة المحافظة، كأقرب مشفى نتيجة لتعرض مستوصف كرش إلى الخراب والنهب من قِبل قوات الحوثي أثناء احتلالها للمديرية.

 

وبعد نحو ساعة من المسير الجنوني في مسابقة للزمن أُجبر على التوقف اضطرارًا لأكثر من ساعتين أخريتين لانقطاع الطريق لفرعي بمنطقة عقان بمياه السيل الجارف القادم من مديرية المسيمر والمديريات الشرقية لمحافظة تعز.

وأُجبر المواطنون على سلوك هذه الطريق الوعرة والمارة في وسط وادي عقان والذي يُعد الممر الرئيس للسيول القادمة من عدد من مديريات المحافظة ومحافظة تعز المجاورة، نتيجة لاستهدف جسر عقان الرابط بين محافظتي لحج وتعز بتاريخ 5 أبريل 2015م بغارة لطيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية أثناء احتلال قوات الحوثي وصالح للعاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى في أواخر مارس 2015م بهدف إعاقة تحركات قواته وأرتال آلياته العسكرية نحو عدن.

 

وأكد في حينه المتحدث باسم قوات المتحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري أنه «جرى استهداف أكثر من طريق مؤدٍ لمدينة عدن خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك لضمان عدم تحرك المليشيات تجاهها، إلى جانب استهداف المعسكرات التي تجمع هذه المليشيات، وكذلك استهداف جسر «عقان» المؤدي من الشمال نحو العاصمة الشرعية عدن، نظرًا لكثافة حركة المليشيات عليه، مؤكدًا أن الضرورة التي تحتمها الأعمال العسكرية، استهداف هذا الجسر البري، وليس القصد منه تدمير البنى التحتية».

 

إعاقة المرور

 يقول المواطن شاهر، بينما كان يشير بيده إلى مياه السيل المتدفقة بغزارة في بطن الوادي: «هذا الطريق أصبح هو الممر الوحيد لنا ولا طريق غيره، وعلى المرء أن ينتظر حتى ينتهي أو يخف ماؤه وهذا لن يحدث إلا بعد ساعتين ونصف أو أكثر.. وما نتمناه هو إيجاد حل لهذه المشكلة التي كثيراً ما يُعانيها الناس في هذه الأيام التي تشهد أمطارًا غزيرة».

 

وأخذ بأطراف الحديث أحد العالقين في ذات المكان وأضاف: «المشكلة الأساسية أن هذه السيول تأتي في الغالب من المناطق والمديريات البعيدة، وهو الأمر الذي في العادة ما يُفاجئ السالكون لهذه الطريق ويعرضهم لكثير من الأضرار توصل أحيان للغرق والوفاة للبعض».

 

وتزايدت مؤخراً معاناة المواطنين المارين بهذا الوادي الرابط بين محافظتي لحج وتعز، لاسيما أبناء قرى كرش والقبيطة، شمال المحافظة، أو جرحى الجبهات فيهما، نتيجة غزارة الأمطار الموسمية التي تشهدها البلاد.

وكان مواطنون قد عثروا في أواخر شهر يونيو الماضي على جثة أحد الأفراد المقاتلين بجبهة كرش في منطقة جول مدرم بعد أن جرفته السيول بوادي عقان أثناء محاولته المرور بدراجته النارية هو وزميله الناجي للوصول لجبهة كرش التي يرابطا فيها ضمن قوات المنطقة العسكرية الرابعة وأفراد المقاومة الجنوبية في المديرية.

 

توفير ونش

وطالب الشيخ أحمد علي بن أحمد وهو أحد الوجاهات الاجتماعية البارزة في مديرية كرش الجهات المسؤولة بـ«ضورة توفير « ونش» في المكان بشكل مستمر لتمكين المواطنين وسياراتهم من العبور لاسيما في الحالات الضرورية والطارئة كالمرضى وجرحى جبهات القتال بالمديرية والذين عادة ما تتسب عملية تأخيرهم بتأزيم حالاتهم والتي تصل ببعضهم حد الوفاة».

 

 وأضاف بن أحمد في تصريحه لـ«الأيام»: «توفير «ونش» لسحب السيارات العالقة في هذه الأيام ضرورة ماسة، ونتمنى من المعنيين في الجهات المسؤولة والتحالف العربي بسرعة توفيرها والتي من شأنها أن تُخفف من معاناة أبناء المنطقة والجرحى المرابطين في جهات القتال ضد قوات الحوثي في هذه المديرية التي تُعد السياج والدفاع الأول لقاعدة العند الاستراتيجية والعاصمة عدن بشكل عام».

 

كما تسببت الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون وقوات صالح قُبيل هزيمتهم من المحافظات الجنوبية، خصوصاً بعدن ولحج بتخريب الطريق الأسفلتي بشكل كبير جدا،ً نتجة لِما خلفتها من حفر كبيرة تسببت ومازالت بالعديد من الحوادث المرورية.

*- عبدالله مجيد – الأيام