وللحديدة حزامٌ جنوبي!!

2018-06-25 10:06

 

تجربةُ الحزام الأمني التي حسمت ملف الأمن في العاصمة عدن عقب التحرير في العام 2015م، يبدو أنها هي التجربة نفسُها التي ستحكم قبضة الأمن في مدينة الحديدة، وبالخبرات والقيادات العسكرية ذاتها في حال سقطت الحديدة وتحررت من السيطرة الحوثية.

 

ألوية العمالقة واللواء الثالث دعم وإسناد تتصدر المشهد اليوم في عملية “النصر الذهبي” بمساهمة المقاومة اليمنية المشتركة وبإسناد قوات التحالف العربي، ما يعني أن تحرير الحديدة بات قاب قوسين أو أدنى، وأن هناك مطالب جمة وعاجلة بالتخطيط لما هو أبعد من التحرير ولما يفترض أن يكون بعد تسلم الميناء والمرافق الحيوية.

 

في الحقيقة ليس هناك ما هو أصعب من تسلّم الملف الأمني للمدينة بعد إسقاط الكهنوت الحوثي، ما يتطلبُ خبراتٍ أمنيةً وقيادات مجربة كتلك التي أثبتت كفاءتها في عدن ومحافظات الجنوب عندما اجتثت فلول الحوثي وخلاياه وكسرت شوكة الإرهاب، وأعادت لعدن ولحج وأبين سكينتها خلال فترة قياسية عقب التحرير.

 

مؤسس قوات الحزام الأمني في الجنوب وأول قائد لها العميد نبيل المشوشي على خطوط النار بمشارف الحديدة، يقود اللواء الثالث دعم وإسناد الذي تشارك قواته في هذه العملية العسكرية بفعالية، ما يشير إلى أن التحالف العربي يراهن كثيرا على مثل هذه الخبرات العسكرية وإشراكها والاعتماد عليها في مهمات حاسمة ومصيرية كتحرير الحديدة وتأمين مينائها ومطارها وحماية خطوط الملاحة الدولية على امتداد الساحل الغربي.

 

اللواء الثالث دعم وإسناد ممثلا بالقائد المشوشي ورفاقه الضباط من قادات كتائب وأركان وغالبية الأفراد، هو امتداد حقيقي لخبرات عسكرية وأمنية أثبتت فعاليتها ونجاحها منذ اليوم الأول لتأسيس قوات الحزام الأمني.. وأعتقد أن مشاركتها أو إشراكها في معركة تحرير الحديدة وتقدمها في الخطوط الأمامية هو تعميق الشراكة بين التحالف العربي وهذه القوات، وتأكيد ثقة التحالف بتلك القيادات والاستفادة من خبراتها وتجهيزها لتأمين الساحل الغربي ومركز مدينة الحديدة.

 

اتصال الرئيس عبدربه منصور هادي بالقائد المشوشي للاطلاع على سير المعارك في الخطوط الأمامية على مشارف الحديدة يأتي أيضا في هذا السياق، وفي إطار التنسيق العسكري المشترك بين القوات العاملة على مسرح العمليات والمسنود إليها تحقيق النصر بكل أبعاده القتالية والأمنية.

 

ما يجب أن يُفهم اليوم هو أن تحرير الحديدة دون تأمينها بالاستفادة من الخبرات العسكرية التي أمنت عدن والجنوب في أصعب ظروف مرت بها، سيكون تحريرا مشوّها ونصرا منقوصا معرضا للانتكاسة والاختراق، والأمثلة على ذلك في محافظات الشمال كثيرة وواضحة.

*- الأيام