يرقص الرجال في اليمن ،رقصة البرع الشهيرة ،ويتمايلون على وقع الطبول والمزامير ،وتهتز الأجساد ،وتلمع الجنابي في أيديهم كالبرق , وهي نفسها رقصة صالح، التي كان يجيدها على رؤوس الثعابين، طوال 33 عاما ،حتى لدغته ثعابين صعده بسمها الزعاف .!!
رقصة البرع هذه ،هي التي يتمايل على وقع طبولها ،عبد الملك الحوثي اليوم، على هدير الصواريخ البالستية ،التي يطلقها حتى الأمس ،على المملكة العربية السعودية، والتي يستهدف بها المواطنين العزل في ديارهم، في الرياض ،وأبها، ونجران ،وجيزان ، وربما لا سمح الله، تسقط طائرة مدنية بركابها الأبرياء، أو تدمر مطارا يكتظ بالمسافرين ،وهذا مخالف للقوانين الدولية، والمواثيق الأممية ،التي قوبلت باستنكار دولي .
هذه الصواريخ التي أطلقها الحوثي، جاءت في الذكرى الرابعة، لعاصفة الحزم ،تأكيدا لعدوانيته ،ورفضه الجنوح للسلم، والتفاوض مع الأطراف اليمنية الأخرى، وهذا العناد والاستكبار الحوثي، إنما يؤكد سقوطه في المستنقع الإيراني، وقد ظهر ذلك جليا ،على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بقوله :
( إن مساعدة إيران لليمن ،تحمل طابعا استشاريا ومعنويا، بشكل أساسي، وأنها ستستمر في المستقبل )!!
ورغم أنه قدم اعترافا ضمنيا، إلا أنه لم يعترف، بالدور الإيراني الهدام كاملا، وما خفي كان أعظم ،من تصدير للصواريخ ،وكافة أنواع الأسلحة لليمن .
وقد جاء اعتراف المدعو حسين شريعتمداري، وهو صحفي ومدير تحرير صحيفة "كيهان " الإيرانية ،بقوله : (العقل المدبر لعمليات الحوثي في طهران )!
وطيب الذكر هذا ،إنما يحرض بقوله ،على إطلاق الصواريخ على السعودية، ودبي، وأبو ظبي، لزعزعة الأمن ،وإقلاق المستثمرين في الإمارات )
كما يحرض المذكور، على استهداف ناقلات النفط العربية ،في خليج عدن ،وهو نفس الدور التحريضي، الذي تلعبه قطر ،سرا وعلنا، من خلال أذرعها الإعلامية ،وما مشاركتها في عاصفة الحزم ،ليس إلا لذر الرماد في العيون، وقد عبر عنه وزير الدفاع القطري، خالد العطية بالقول : (إن بلاده أجبرت، على المشاركة في تحالف دعم الشرعية ،رغم أنها ضده ).!!
ورغم ذلك الدور الباهت والمشبوه ،فقد ظلت قطر على اتصال بزعيم الحوثيين ،عبد الملك الحوثي ،عبر احد شيوخ صعده، المقيم في الدوحة، وهو محمد بن شاجع الذي يعد واحدا من كبار تجار المخدرات ،وقد منحته الجنسية القطرية ،وكان همزة الوصل، بين قطر والحوثي ،الذي تمده با لمال والدعم الإعلامي ،من خلال بوقها "قناة الجزيرة " التي تشن حروبا إعلامية هابطة ،على دول التحالف العربي ،وخاصة السعودية ،والإمارات .
إن المملكة العربية السعودية، قد فاق حلمها وصبرها ،وزن جبال السراه ،وهي تردد: لعل وعسى أن يرعوي الحوثي ،ويخرج من مستنقع إيران ،ويتطهر من أدرانه ،ويعود إلى حضنه العربي ،ولكن هيهات .
واليوم لا خيار، ولامناص أمام المملكة، والتحالف العربي ،إلا باجتثاث هذا الخطر الإيراني .
ورغم أن الحوثي قد حشد بالأمس ،عشرات الألوف ،في ميادين صنعاء، ليظهر للعالم ،انه مازال صامدا ،ومتماسكا ،إلا انه يكرر نفس أفلام صالح الكرتونية، عندما رقص رقصته الأخيرة ،و تخلت عنه نفس الحشود التي يخرج منها اليوم نفس الحواة ليرقصوا معه ،على أصوات الطبول والمزامير ،وهو لا يعلم أنها ستكون رقصة الموت الأخيرة .!!!