المصيبة الكبرى التي نراها تتكرر، وتتمثل أمامنا اليوم ،هم هؤلاء الحواة والدراويش المعممين، الذين يرتدون لباس الصلاح والتقوى، ويتظاهرون بالورع والزهد ويعيشون معنا وهم يبطنون غير ما يظهرون ،ويسعون في الأرض فسادا ، ويمارسون القتل والغدر والاغتيالات ، ويزعزعون الأمن ،ويرجفون في الأرض ،ابتغاء الوصول إلى كراسي الحكم، غير عابئين بأوجاع البسطاء، وأحلام الفقراء ،الذين يمارسون عليهم الخداع باسم الدين، وهو براء من أفعالهم ..ويسقطون في حبائل الفتن، التي يغزلونها ويلقون بهم في أتون الجحيم، ويدفعونهم إلى لبس الأحزمة الناسفة ،ليموتوا ويزهقوا الأنفس البريئة ..هؤلاء هم الإخوان ، ومن احتمى في عباءتهم من القاعدة والدواعش واخواتها، ومنهم حزب الإصلاح اليمني الاخواني وهذا تاريخه :
• ساهم الإخوان في اليمن بدعم من إخوان مصر عام 1948م بالإطاحة بالإمام يحيى حميد الدين ، ومبايعة عبدا لله بن الوزير ،إلا أن الانقلاب فشل بسبب رفض القبائل للإخوان لينتهي وجودهم في اليمن حتى عام 1962م .
• في ستينات القرن الماضي تشكلت أول نواة جديدة للإخوان عبر تجمع الطلبة اليمنيين الذين كانوا يدرسون في الأزهر .
• بدأوا نشاطهم بإنشاء دور للقرآن والمدارس الدينية وتوغلوا داخل المجتمع اليمني وعيونهم لا تنام تراقب مشاهد الصراع على السلطة في صنعاء واقتناص الفرص بركوب موجة الانقلابات العسكرية .
• سيطر الإخوان على مفاصل الدولة بعد انتهاء الحرب الأهلية (1962 م _ 1970 م ) .
• منذ العام 1970 وجهوا أعضائهم للالتحاق بالكليات العسكرية والتربوية ومنها : كليات الشرطة والحربية والطيران _ وتحول البارزون منهم إلى الأمن السياسي كما سيطروا على نسب عالية في الإبتعاث الخارجي وعند عودتهم سيطروا على المدارس والجامعات بنسبة 80 % كما تغلغل الإخوان في مفاصل الدولة وأحكموا قبضتهم على المنافذ البرية والبحرية والجوية والضرائب .
• في عام 1991 م تأسس حزب التجمع اليمني للإصلاح وانضوى تحت جناحه الإخوان ثم شاركوا صالح في الحكم وكان لهم ثلاث رعاة : - المؤسسة العسكرية ويرعاها علي محسن الأحمر .
• - المؤسسة الدينية ويرعاها عبد المجيد الزنداني .
• - الجناح القبلي ويرعاها عبد الله بن حسين الأحمر .
• في عام 1974 م حاول الإخوان الانقضاض على السلطة في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وانقلبت الموازين لصالح الناصريين .
• تمكن ثعلب الحكم (صالح) عام 1978م باستمالة الإخوان لإرساء دعائم حكمه وفتح جبهات شرسة ضد الاشتراكيين واليساريين في الجنوب .
• توسع الإصلاح ونما في رعاية عبد الله بن حسين الأحمر كعلاقة مرعية وتقلدوا بعض الوزارات السيادية عقب انتخابات عام 1993 م – 1994م وتحالفوا مع صالح لشن الحرب على الجنوب وقبل ذلك ساهموا باغتيال 150 شخصية قيادية جنوبية .
• نجح الإخوان عندما استغلوا أبناء الجنوب الذين عانوا في العهد الماركسي وذاقوا ويلاته ونجحوا في ضمهم إلى صفوفهم واستغلوهم في حرب صيف عام 1994م .
• اضطر الإصلاح بمكره السياسي من التحالف مع أعداء الأمس وقاموا بتشكيل أتلاف حزبي مع القوى الاشتراكية واليسارية تحت عنوان : ( اللقاء المشترك ) عام 2003م والانضواء تحت لواء المعارضة لحكم صالح .
• استغل الإصلاح رياح الربيع العربي ومالت مواقفهم نحو الثورة ورحيل صالح وركبوا الموجة كما فعل أصحابهم في تونس وليبيا ومصر .
• انقض الإصلاح على السلطة في اليمن وظل أنصاره يلعبون على التناقضات بين القوى السياسية وهي لعبتهم المفضلة وكانوا ولا زالوا يتنقلون من حضن إلى آخر : فمن نظام صالح الديكتاتوري القبلي إلى النظام الماركسي الأرعن في الجنوب .
• الإخوان في اليمن كانوا يشرفون على الخلية الإماراتية عام 2012 م وكان عددهم ( 94 ) إسلاميا امارتيا .
• رغم تآمرهم على الإمارات فقد نهضت الإمارات مع بقية دول التحالف العربي في تحالف تكتيكي مع حزب الإصلاح اليمني كونه شريك لا يمكن الاستغناء عنه لتواجده على الأرض وجاء ذلك تلبية للرغبة السعودية الملحة في ذلك .
• دفعت الإمارات الفاتورة الأعلى والأغلى ثمناً من خلال تقديم أكثر من 150 شهيدا من أبنائها في حرب اليمن .
• قامت الإمارات بإقالة مسئولين محسوبين على الإصلاح في محافظات الجنوب التي تشرف عليها في الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية كما قامت بتهميش العديد من الشخصيات الإصلاحية لخطورتهم .
• كشفت الإمارات حقيقة الإخوان في اليمن من أجل الحصول على السلطة في وقت كانت المساعدات السعودية والاماراتية تجوب اليمن كعمل إنساني لإنقاذ الشعب اليمني .
• فشل الإخوان في صد زخم المقاومة الجنوبية وإجهاض انتصاراتها .
• ظهر التناغم الإعلامي الإصلاحي – الحوثي مع القاعدة للسعي لتشويه دور الإمارات وبث الإشاعات مع كل خطوة تقوم بها الإمارات لتثبيت الأمن ورفع وتيرة التنمية والتطور الاقتصادي .
• أثار التقدم العسكري الذي ساهمت الإمارات في تحقيقه وبسط سيطرة الأمن في المدن والقرى الصغيرة التي كانت خاضعة لتنظيم القاعدة عاصفة من التفجيرات والمؤامرات والاغتيالات .
• يعمل حزب الإصلاح على شن حملات لتشويه دور الإمارات العربية التي تسعى لبناء دولة مؤسسات وترفض بناء دولة حزبية أو طائفية , ويعمل الإصلاح على تحميلها مشاكل البلاد المتراكمة حتى أصبحوا ينتقدون الإمارات أكثر من الحوثي , كما يقوم الإصلاح اليوم بمناورات إعلامية بعد فرار قياداته إلى تركيا .
• من مساوئ الإصلاح خذلانهم الثورة الشبابية , وكان شعارهم عند مهاجمة الحوثي صنعاء , ( لن ننجر ) في سبتمبر عام 2012م حيث أوقفوا أكثر من 40 ألفا من مقاتليهم كان من المفترض أن يتصدوا للتمدد الحوثي .
• وقع الإصلاح وثيقة تعايش وسلام مع زعيم الحوثيين في صعده .
• أحرز الجنوبيون في الجبهات التي يقودونها نجاحات كبيرة وانتصارات خاطفة : جبهات الساحل الغربي وصعده والجوف في حين لم يحرز الإصلاح أي تقدم في جبهات نهم وتعز رغم الأسلحة الضخمة التي بحوزتهم والتي يقومون بتهريبها من مأرب إلى الحوثيين .
• تعاون الإصلاح والقاعدة ظهر واضحا في العمليات الإرهابية التي نفذت في عدن كما لم يقم الإصلاح بأي دور فعال ضد الحوثيين في الجبهات التي يقودونها يرى مراقبون أن الإخوان وفق معطيات يعدون الحليف غير المعلن للحوثيين وبقايا المؤتمر وهناك قواسم مشتركة تجمعهم منها : جماعة الإخوان تريد الانتقام من دول الخليج على موقفها من السيسي – تصنيف دول الخليج للإخوان جماعة إرهابية .
• الإخوان لا يريدون للحرب أن تنتهي وهم يحاولون الخروج من عجزهم وفشلهم في الحرب المستعرة في اليمن وقد فشلوا في كل الجبهات .
• الجنوبيون لديهم رغبة في الانفصال لما عانوه من ممارسات قمعية من إخوان اليمن منذ عام 94 م حتى اليوم عندما قاموا بغزو الجنوب واستولوا على كل شيء فيه .
• الإصلاح ينتظره نفس مصير القاعدة وداعش لاسيما في الجنوب ولقد فهم حتى البسطاء والسذج خداعهم ومكرهم وشعاراتهم الزائفة وثبت للجميع أنهم يعملون سرا مع الحوثي عميل إيران في اليمن .