الذكرى الثالثة لأول أيام ملاحم حرب الشوارع في العاصمة عدن التي استمات أبنائها في الدفاع عنها ضد الاجتياح ( الحوثي / عفاشي ) طيلة أربعة أشهر من الصمود الأسطوري في معركة غير متكافئة العدة والعدد سطر أبناء عدن فيها من أروع قصص الملاحم والبطولات التي سيخلدها التاريخ .
أبناء عدن من كل ألوانهم واطيافهم ومديرياتهم كانوا هم حائط الصد المنيع الذي ظل يقاوم بالكلاشنكوف الدبابة والمدفع ...
كانت لديهم دبابة عجوز متعبة تتمركز في جولة كالتكس تقصف تمركز مليشيات القتل الحوثعفاشي في جزيرة العمال ...
ودبابة أخرى كانت تتنقل بين مربع حي القاهرة والسنافر لتشارك ببعض القذائف في صد التقدم الحوثي الذي كان يستهدف دخول مديرية الشيخ عثمان ودار سعد من جولة السفينة التي شهدت أعتى واقسى المواجهات واشرسها ...
استطاع أبناء عدن أن يذوذو عن امهم وجعلوا من تقدم الحوثيين خطوة واحدة أمر مستحيل يحدث لأن المعركة كانت فاصلة ومصيرية .
سيحكي التاريخ قصص التناوب على الأسلحة الآلية وكيف كان أبناء عدن يتبادلون السلاح الواحد مابين شخصين إلى ثلاثة بالتناوب وذلك لقلة السلاح .
ستحكي الأجيال القادمة كيف كان أبطال عدن يتقاسمون كسرة الخبز ولقمة الأرز التي تغطي وجهها لفحة من ذارات رمال الجبهات ... ونفس هذا التاريخ الذي سيذكر كل تلك الأمجاد والمفاخر لأبناء الجنوب ..
سيذكر التاريخ أيضآ اسم كل سافل منحط أكانوا أفرادا أو أحزاب أو جماعات استغلوا تلك الحرب وتلك الفوضى ليتاجروا بها على حساب وجع الشعب
في الشمال وفي الجنوب .. ليستلموا مئات الملايين من الريالات التي تدخل حساباتهم تحت بند مرتبات واعشات وهمية .
أربعة أشهر ذاقت فيها عدن وأهلها أقسى أيامهم .. في حرب ظالمة عبثية تسلطية فرضت عليهم من قبل نظام قبلي همجي توسعي للمرة الثانية من بعد حرب 1994م والتي كان يقودها ضد الجنوب ارضآ وانسانآ حلف حزبي ( المؤتمر / الإصلاح ) والمعروف لدى أبناء الجنوب بأسم حلف 7_7 سيء الصيت .
أربعة أشهر .. صمدت فيها عدن بأبنائها بكل أطيافهم وتنوعاتهم التي .. استشهد خيرة أبنائها الذي كانوا كالاسود الضواري تذوذ عن عدنهم ووطنهم وكرامتهم ودينهم واعراضهم ..
أربعة أشهر من الصمود والتضحيات التي أبكت كل عين واوجعت كل قلب ... صمود عجيب مقارنة بفارق القوة والتسليح والتدريب ...
صمدت عدن من الداخل بعنفوان شبابها وشجاعتهم وعقيدتهم القتالية التي كان يشوبها طيف من ثارت حرب 1994م في قلب كل جنوبي التي غدر بها الجنوب وشعبه من قبل نظام صنعاء آنذاك ...
صمدت عدن ... وأغلقت أبين والضالع ولحج والصبيحة والعند وكرش وسائلة بله جميع الأبواب والمنافذ لتحيط بها كما يحيط السوار بالمعصم .
صدق الجنوبيون في قتالهم .. فصدقهم الله بمدد الأشقاء بالسلاح والعتاد والغطاء الجوي ...
فما كان من أبناء الجنوب إلا أن حرروا قرابة 80 % من أراضي الجنوب آنذاك خلال أسبوعين بمعارك واحتياجات لا تعرف الرجوع للوراء وكانت الانتصارات قوامها الدماء والتضحيات ومئات الشهداء والآف الجرحى ولم تكن مجرد هرطقات أو هاشتاجات للاستهلاك والتربح .
رحم الله جميع الشهداء ... الذين اعزونا وكرمونا وجعلوا منا شعب يحق له أن يفخر بذلك الانتماء الأصيل للأرض والعرض والدين .
عبدالقادر القاضي / أبو نشوان .