قضيتنا قضية إحتلال وليست مظالم

2018-02-15 19:18

 

أنا لست مع من يبحث عن حل لـ"القضية الجنوبية" ، ولا مع من يقول : حل "القضية الجنوبية" بما يرضي الشعب الجنوبي ، ولا مع من يقول : حل "القضية الجنوبية" بما ينسجم مع تطلعات الشعب الجنوبي ، ولست مع من يطالب بانفصال الجنوب عن الجمهورية اليمنية .

فكل ذلك قد شوَّه بقضيتنا في مؤتمر الحوار الشامل في صنعاء ، وسمح للأعداء بمناقشتها على طريقتهم ، بل أنهم قد صاروا يبحثون عن جذور لما أسموه بـ"القضية الجنوبية" .

وحيث أن القبول بتوصيف قضيتنا كما يشاء أعداءنا ، ليجعلوا منها مجرد قضية نزاع في إطار التاريخ الواحد والشعب الواحد ، كما يدعون ... فإن ذلك لا يعبر فقط عن غباء من يأخذ به ، بل سيؤدي إلى تعقيد التفاوض الشمالي-الجنوبي المرتقب في الفترة القريبة القادمة .

أليست قضيتنا هي قضية احتلال الشمال للجنوب وما لحقه من ممارسات الإقصاء والنهب والظلم والإذلال وإفقار المجتمع الجنوبي وتجهيله وتشريده وتمزيق نسيجه الاجتماعي أكثر مما فعله أي احتلال عنصري استيطاني ؟!..

ولهذا لا بد أن يكون التفاوض على "قضية احتلال الجنوب" وعلى نتائجه ، وليس تفاوض لإيجاد حل لما يسمى بـ"القضية الجنوبية" أو تفاوض على انفصال الجنوب . فلا حل إلا باعتراف المحتل باستعادة استقلال دولة الجنوب وتعويض الشعب الجنوبي عن نتائج الاحتلال .

وعلى الرغم من كل هذا ، قد يقول عملاء الاحتلال بأن ما حصل هو نتيجة خطأ تاريخي ارتكبته قيادة الجنوب السابقة بموافقتها على إعلان وحدة اندماجية بين الدولتين أثبتت فشلها في عامها الأول ، إلا أنهم لا يستطيعون إلا الاعتراف بأن الاحتلال هو الواقع الملموس منذ 7 يوليو 1994 كما اعترف به المحتلون أنفسهم .

 

د. عبيد البري