القيادات الوطنية الجنوبية - أكانت تلك الممثلة بالمجلس الانتقالي أو خارجه أو في إطار الشرعية - جميعها اليوم أمام امتحان حقيقي في كيفية تجاوز عنق الزجاجة، وإفشال ما يحاك ضد الجنوب وأهله، عبر تغليب مصلحة الجنوب العليا قولا وفعلا، وما دون ذلك ينبغي تجاوزه وإعمال العقل والحكمة منعا للفتنة وعدم السماح للأصوات التي تغرد خارج عملية التصالح والتسامح بأن تجر شعبا بكامله إلى دائرة اللهب، التي ستحرق بنارها الجميع خدمة لمصالحهم الأنانية، أو انسياقا وراء ما يروجه أعداء الجنوب وقضيته من أوهام.. ويستغلون - بذكاء ولؤم - ما يشهده الصف الجنوبي من اختلافات وتباينات، مع الأسف، لصالح مشاريعهم، إلى حد جعلوا الجنوبي لا يخاف إلا من أخيه الجنوبي، أكثر من خوفه منهم أو يتنبّه لدسائسهم التي لن ترحم هذا أو تضع اعتبارا لهذا من الجنوبيين.
إن الحريق إذا ما اشتعل - لا سمح الله - فإن هناك من هم جاهزون لصب الزيت على النار، وما أكثرهم، حتى وإن تخفوا خلف أقنعة المكر والخداع المتعددة، أو رفعوا شعارات الدفاع عن (الوحدة) التي ذُبِحتْ على أيديهم الملطخة بالدماء الجنوبية والشمالية على حد سواء !!
ثقتنا كبيرة بأن الجميع يدرك أهمية التفاهم، وتقديم التنازلات المتبادلة في سبيل الجنوب، ولن يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا معبرا لمرور مخططات أعداء المشروع الوطني الجنوبي، والتي تستهدف - في جوهرها وأبعادها - الجنوب وأهله دون تمييز، وسيخسر الكل ويندم الجميع إن نجحت تلك المخططات، وهو ما ينبغي منعه من الحدوث.. وواثقون بأن أحرار ومناضلي شعبنا ومن كل الطيف السياسي سيتجاوزون - بقدرة العقل الوطني - كل التحديات الماثلة، وبشجاعة كل المعنيين على تحمل مسؤوليتهم الوطنية، بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.. فالجنوب ليس ضيعة للاستثمار أو مجالا للمساومات بحقه وحقوقه، التي هي قبل الجميع وبعد الجميع وفوق الجميع..!!