افرشي منديلك يا حكومة

2018-01-20 08:51

 

عقب التدهور غير المسبوق للعملة المحلية، والتي تخطى فيها سعر الدولار ولأول مرة حاجز الـ500 ريال، وما تبعه من نواح مزيف من قبل أطراف الشرعية واستجداء للخارج، لاسيما السعودية التي تستجديها الشرعية من أجل منحة دعم العملة المقدرة بملياري دولار، تبين لي أن حال الشرعية ينطبق عليها حال إحدى النساء اللاتي يشحتن في عدن، فمنذ فترة أعرف تلك المرأة التي تحمل ورقة طبية لتثير عواطف وشفقة الناس بها عند استجدائهم، حتى أنها عملت على تغليف الورقة حتى تتمكن من الاحتفاظ بها وقتا أطول دون تلفها.

 

ربما البعض ممن يقرأ مقالي يكون قد صدف تلك المرأة التي تظهر الورقة للناس وتقول لهم إنها محتاجة علاجا لأحد أقاربها، وأن أولادها وأهلها لا يجدون ما يأكلون ومحتاجون علاجا، وأن خالتها كذا وكذا وعمتها كذلك... يعني تشكي وتبكي فيرق قلب الكثيرين فيتصدقون عليها.

 

طبعا هنا لا أسيء الظن بتلك الشحاتة لأنه ومهما كان مبررها فإنه لا مانع من التصدق عليها، ففيه الأجر بإذن الله، كونها أولا وأخيرا صدقة.

 

وجدت نفسي هنا مكرها على تشبيه حال تلك الشحاتة بحال الشرعية اليمنية، التي وبعد تدهور العملة صارت تشكي وتبكي وتقول: أولادي مقبلون على مجاعة، وخالتي بحاجة لعلاج، وعمتي تحتاج سفرا للخارج للعلاج، وأطفالي فيهم سوء تغذية، وأخواتي مقعدات في البيت.. إلخ، فمن الرئيس إلى أصغر مسؤول وجدناهم يتفرجون على انهيار العملة وأخيرا يبكون ويشكون. وكل ذلك ليس من أجل مصلحة الشعب.

 

فمن وجهة نظري أن عويل وبكاء الشرعية ما هو إلا كعويل شحاتة على طريقة المرأة المغالطة التي ومن كثر شكواها تجعل القلب القاسي يرق ويلين ويعطف عليها.

 

رسالة أخيرة وعبر منبر «الأيام» يا حكومة الشرعية اصدقوا ولو مرة مع شعبكم.