عندما يتم اختيار وتكليف الرئيس عيدروس الزبيدي عبر حشد مليوني يمثل الحراك السلمي الشعبي الجنوبي ، ثم يأتي التأكيد على ذلك بحشود مليونية أخرى بعدد أكبر وأوسع ، فإن هذا التكرار هو بمثابة انتخاب شعبي - أو استفتاء - غير مشكوك فيه ، بعكس ما يحصل في معظم العمليات الانتخابية عبر صناديق الإقتراع التي غالباً ما تتعرض للتزوير .. وهذا الأسلوب في الاختيار الجماهيري للقيادة الثورية ، هو الأسلوب الوحيد في ظل ظروف الـ"لا دولة" ، وهو الأكثر وثوقاً ووضوحاً ، الذي عبر عن رغبة الشعب في أن يقوم الرئيس عيدروس الزبيدي بقيادة العمل السياسي لإدارة شؤون المجتمع الجنوبي نيابة عنه من خلال كيان سياسي جنوبي يحقق طموحاته .
ولهذا يعتبر الرئيس عيدروس الزبيدي - والكيان السياسي الذي شكَّله - صاحب الشرعية الثورية في تمثيل سيادة الشعب على الأرض ، ووجوب ممارستها على الواقع كإدارة شرعية مؤقتة ، وبالتالي يقع عليه عدم السماح لأي جهة أو جهات - سواءً كانت داخلية أو خارجية - بأن تمارس سلطة أو أي نفوذ لا يرتضيه الشعب أو يناقض ما عبر عنه الشعب عندما قام باختيار شخص الرئيس الزبيدي كقائد وطني مكلف بتشكيل وقيادة كيان سياسي جنوبي يمثل الأداة السياسية التي تستطيع أن تكون وريثة لمرحلة طويلة من نضال جماهير الشعب الجنوبي من أجل التحرير والاستقلال ، لاسيما بعد سنوات من التصدع في الصف القيادي للحراك وعدم قدرته على تمثيل الحراك الجنوبي الذي ظل موحداً على الصعيد الشعبي .
*- عبيد البري