الحرب في اليمن إلى أين ؟؟

2017-12-29 06:13

 

لقد أنعم الله على الممالك اليمنية القديمة بالرخاء والازدهار منذ فجر التاريخ ولكنهم بطروا نعمة الله ومن حمقهم دعوا على أنفسهم كما ذكر ذلك الحق سبحانه وتعالى فقال في محكم التنزيل ) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ( الآية 19 – سورة سبأ.

فهل كتب علينا التمزق والشتات منذ أن دعونا على أنفسنا ؟؟ وهل هي دعوة تلاحقنا حتى اليوم ؟؟

نعم .. بل وأكثر من ذلك.. وهذا ينطبق على حالنا اليوم .. تمزق وشتات وحروب واختلافات وأحزاب وتيارات متصارعة وهجرات مستمرة إلى أصقاع الأرض وهذا هو وضعنا اليوم !!

وتتنازعنا أحزاب وتيارات عديدة منها :

الحوثيون :

وهم الطرف الأقوى في الساحة الشمالية اليمنية اليوم ويشنون حربا بلا هوادة على الشعب اليمني في الداخل وينفذون أجندة دهاقنة قم ويستهدفون أشقائنا في دول الجوار بصواريخهم وخاصة السعودية وهم يسعون للاستحواذ على اليمن بكامله بمفردهم من خلال أسطورة الحكم ألسلالي الكهنوتي والحق التاريخي وهم مجرد أداة إيرانية تمدهم بالصواريخ والأسلحة الثقيلة المهربة عبر المنافذ البحرية والبرية كما يستغلون الخزان البشري الهائل في الشمال لتجنيد أبناء القبائل قسرا وفرض التجنيد الإلزامي عليهم لرفد الجبهات بالمقاتلين ولا يجرؤ احد على مخالفتهم!! .

حزب الإصلاح :

وهم يتوزعون في ثلاثة مواقع  :

القسم الأول : مع الشرعية ولهم النصيب الأكبر في حكومتها , والقسم الآخر: لازال يتربص في تركيا وهذا القسم من أصحاب الثروة والقيادات الإصلاحية التقليدية وهم أول الهاربين من بطش الحوثي والقسم الثالث : وهم نار تحت الرماد وهم يتركزون في الداخل وخاصة في الشمال في تعز ومأرب  و أب ولهم خلايا نائمة في الجنوب وهؤلاء هم من ركبوا الموجة الشبابية واختطفوا ثورة شباب فبراير وهم اليوم من يعرقلون سير المعارك طوال ثلاث سنوات وانتصاراتهم منحصرة في تباب نهم والجوف وصحاري البقع وأطراف صرواح وعيونهم على الجنوب وعلى عدن تحديدا أكثر من صنعاء ويحركون أدواتهم من داعش والقاعدة في عدن من خلال نفوذهم في الشرعية لضرب الاستقرار في الجنوب

الحكومة الشرعية :

وتتكون من تيارات قبلية مختلفة الأهداف والرؤى وهي خليط غير متجانس من البشر من الإصلاح والمؤتمر والناصري وشيوخ القبائل والجيش اليمني  المنقسم على نفسه والمقاومة المحلية وبعض الجنوبيين التابعين لهم .وهي عاجزة على البقاء في عدن !!

حزب المؤتمر :

وهو حزب كبير في اليمن تجمع أنصاره المصالح والمناصب أكثر من المبادئ وتفرقوا أيدي  أيدي سبأ بعد مصرع صالح !!

المجلس الانتقالي :

برز في الآونة الأخيرة وجاء معظمه بالتعيين ويتكون من مجلس سياسي وجمعية عمومية ( برلمان ) وهؤلاء جميعا خليط من تيارات جنوبية متحالفة مرحليا من بقايا الاشتراكي والمقاومة الجنوبية وغيرها وقد اصطف هؤلاء جميعا تحت شعار ( استعادة الدولة الجنوبية ) وتدعم المجلس بعض أطراف التحالف .

تيار حسن باعوم :

وهذا التيار له أجندة خاصة مدعومة من جهات خارجية ويقتصر نشاطه على الحضارم.

تيارات جنوبية أخرى :

حزب الرابطة وهو الحزب الجنوبي الذي يقف على الحياد وليس له موقف يذكر حتى الآن ويتبنى أطروحاته القديمة "الجنوب العربي " وبقايا الحزب الاشتراكي المتشرذم بين الداخل والخارج  وليس له دور ملموس حتى الآن كذلك بعض الشخصيات الجنوبية السياسية مثل: الرئيس السابق  علي ناصر محمد والعطاس وقيادات عسكرية وسياسية جنوبية لازالت موزعة في الخارج ومع الشرعية أو في جبهات القتال الشمالية .

هذه الأحزاب والتيارات المتناقضة الأهداف والرؤى لا يجمعها سوى اسم اليمن شمالا أو جنوبا وكل يغني على ليلاه وهؤلاء جميعا  مسئولون أمام الله وأمام الشعب وهم سبب كل بلاء في اليمن وشعارهم الباطن  : " اتفق اليمنيون على أن  لا يتفقوا " فلا مؤتمرات حوار نفعت معهم ولا أهداف وطنية جمعتهم  وهم في الأغلب الأعم لا يسعون لإطفاء نار الحرب بل يرغبون في استمرار شعلتها ولهبها لأنهم  يتكسبون منها بينما الشعب اليمني يعاني من ويلات الحرب و الجوع والفقر والمرض والإبادة الجماعية !!

فكيف ستنتهي الحرب والداء والعلة منا وفينا ونحن من أسس لها وأوقد نيرانها وأفسح المجال لتكون بلادنا ساحة مفتوحة مشتعلة نحن وقودها !!.