لقد إنتظر الخبجي والجعدي قرار الاقالة بفارغ الصبر ليرفع عنهم الحرج أمام مواطنيهم , الان سيرى الدنبوع تبعات تلك القرارات على الأرض وقريبا ,لقد كنا نتوقع صدور تلك القرارات منذ مدة ولكنها تأخرت كثيرا , لم يستطيع الخبجي والجعدي تقديم إستقالتهما لحساسية موقع المحافظتان عسكريا و أمنيا وكانا على دراية تامة بأنه لو تركا مقعديهما ستظل لفترة طويلة شاغرة وستنتهي بالفوضى والانفلات الأمني عقابا لهما ولجماهيرهم الثورية , كان قرار إستقالتهما سيعتبر هروب وتخلي عن واجباتهما الوطنية , وتحملا تلك المصاعب و المشقات لعلى وعسى أن تغير حكومة الغدر نظرتها لتلك المحافظتان وتقدم لهما قليل من الدعم المادي و المعنوي وبعض المشاريع الهامة , ولكن لا حياة لمن تنادي .
لن يكون مصير المحافظان الجديدان بأفضل حال من اللواء أبوبكر سالم محافظ أبين الذي عينه هادي وتركه فريسة للفقر والحاجة وبغير موازنة ولا مشاريع للبنية التحتية المنهارة , هناك مؤامرة رئاسية إصلاحية خبيثة لتركيع و تجويع المحافظات الجنوبية وجعلها بؤرة دائمة للصراعات المسلحة وحاضنة خصبة للجماعات الإرهابية .
بالنسبة لوزير الزراعة الذي أصبح وزيرا للداخلية بينما هناك قيادات أمنية كبيرة تم تجاوزها لغرض في نفس يعقوب كان عملا مخجلا للغاية , شخصيات جدلية وكروت محروقة قلدها الرئيس الشرعي مناصب عليا لتأزيم الوضع أمنيا وإقتصاديا لإطالة أمد الازمة فقط .
هذه القرارات نسفت نظرية التقارب المزعومة بين الإمارات و حزب الإصلاح كونها ستعرقل جهود الإمارات في عدن و المناطق المحررة لان معظم المعينين أعداء للإمارات ويتفاخرون بذلك , لن يكون الميسري أفضل حال من بن عرب , ولا أعلم إن كان هناك من سيقول بأن تلك القرارات كانت صادرة من قبل اللجنة الثلاثية العليا والمشكلة من السعودية والإمارات واليمن , وهل وافقت السعودية والإمارات على المدعو صالح الجبواني وزيرا للنقل وهو قد أظهر ميوله وولائه لأنصار الحوثي وكان يهاجم دولة الإمارات والجنوبيين ليلا ونهارا من على شاشات القنوات الفضائية و الذي أكرمه الرئيس هادي نظير تلك المواقف المخجلة المخزية بتعيينه وزيرا للنقل .
قرارات الرئيس هادي الكارثية أصبح تأثيرها السلبي علينا مسألة وقت لا أقل ولا أكثر لنتجاوزها ولا جديد في الأمر , ولكن حبل الأمل الطويل كان يغرينا دائما بغد أفضل ومستقبل أجمل , ولهذا لم ولن تعد هناك أي مفاجآت إيجابية جديدة قادمة ننتظرها من الرئيس الشرعي , كعادته لا يملك مخزون من الكفاءات وأصحاب الخبرات والمؤهلات العلمية والعملية من الشخصيات الوطنية الشريفة النزيهة إلا ما ندر , ولو كان هولاكو من بطانة هادي لعينه محافظا لعدن على وجه السرعة .
أجزم جزما قاطعا بأن تلك القرارات الهستيرية الأخيرة كانت عبارة عن ردة فعل غاضبة أفقدت الرئيس هادي صوابه تجاه نجاح إنعقاد جلسات الجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي بعدن , تفاجأ الرئيس هادي من تلك الإنتصارات المتلاحقة للمجلس الإنتقالي وهو معذور بذلك , فجميع تلك التقارير التي كانت تصل إليه لم تكن واقعية أو حقيقية مطلقا بل كانت مفبركة , تم التدليس عليه وإيهامه بأن المجلس سيفشل كسابقيه وكانت النتيجة عكس ذلك .
بإعادة تدوير تلك النفايات لن تستفزنا أو تهزمنا تلك القرارات مطلقا , بل ستزيد من حالة الإحباط لدى الشعب وبالتالي ستصب في مصلحة مشروعنا الجنوبي , من خلال تلك القرارات الكارثية يريد الرئيس هادي جر الإنتقالي لمربع التمرد والعنف , ولن نلجأ لخيار التمرد أو العنف مطلقا لنصبح بعد ذلك عبارة عن مليشيات متمردة كمليشيات الحوثي ونخسر كل تلك المنجزات العظيمة التي حققناها .
أنا سعيد للغاية كسعادة الخبجي والجعدي بعد قرار إقالتهم وتحريرهم من أغلال مناصب شكلية كبلتهم كثيرآ , فلقد مورست جميع أنواع الاساليب والطرق الغير مشروعة من قبل حكومة الرئيس هادي عليهما لإفشالهما , وحرمت محافظتي لحج والضالع من مشاريع تأهيل البنية التحتية والإعمار عقابا لهما بسبب إنتمائهما للمجلس الإنتقالي , لا أعلم إن كان رئيسنا الشرعي رئيس لكل اليمن أم رئيس للإخوان و المؤتمريين وأنصار الحوثي فقط .
سيفتح الرئيس صفحات جديدة مع تلك المليشيات التي نكلت به في صنعاء وطردته من عدن وسيقول لها عفى الله عما سلف , ولن يفتح ربع صفحة قديمة مع أبناء جلدته من الجنوبيين الذين فتحوا له صدورهم قبل بيوتهم , قتل الزعيم أيها الرئيس هادي ولم يعد في صنعاء غير مليشيات كهنوتية سلالية صنفت الشعب قناديل و زنابيل وتطارد المؤتمريين بالشوارع لتنكيل بهم و تضرب الحريم في الميادين العامة .
بتلك القرارات لم أعد متفائل بتغيير الحكومة الفاشلة , وحتى لو حدث أي تغيير وزاري مرتقب فلن يغير من الأمر شيء فالداء مستأصل في هرم السلطة وميؤس من شفائه , ستختلف الوجوه وستبقى طريقة اللعب كما هي وبنفس المستوى الهزيل لان المدرب واحد وطريقة لعبه مكشوفة لانها مكررة بغباء تام , لا أعلم عن أي مشاريع للإعمار يتحدثون , أو عن ودائع دولارية سيؤتمنون عليها .