عدن مدينة حاضنة للخير في مراحل تاريخها القديم والوسيط والحديث، مع تسليمنا بأنها تعرضت لهزة عنيفة ابتداء من 6 نوفمبر 1967، ومع تسليمنا بالمخطط الاستخباري الدولي الجاري تنفيذه في اليمن في إطار مخطط "حدود الدم" الذي يستهدف حاليا بلاد العرب، وبدأ عندنا في 11 فبراير 2011م باعتماد “الفوضى الخلاقة”، وخاصة بعد احتلال الحوثيين لعدن في 26 مارس 2015 وفقا لسيناريو المخطط.
دعونا نسلم بحقيقة لا تقبل الجدل بأن عدن تعرضت في كل المراحل للحرب والضرب نيابة عن الجنوب، ودفعت المسكينة الضريبة مثنى وثلاث ورباع، بالمخالفة مع المبدأ الشرعي “ما جزاء الإحسان إلا الإحسان”، لأنها أطعمت كل من وفد إليها وكسته وأمّنته وفقّهته بعد أن كان جاهلاً.
اتخذت الفوضى الخلاقة أشكالاً عدة، وتعتبر تلك الأشكال سابقة لم تعرفها عدن منذ دخول كابتن هينز في 19 يناير 1839م (أي منذ 178 عاماً)، فحيناً ينقطع عن الموظفون المدنيون والعسكريون والأمنيون رواتبهم لفترة قد تصل إلى سبعة أشهر وقد تقل عن ذلك بدفع العلوم، ويترافق ذلك مع شكل آخر انقطاع الكهرباء لفترات متفاوتة، وحينا تدخل خدمات المياه والصرف الصحي وتضيف قدراً أكبر من المعاناة فوق معاناة الكهرباء والراتب، ويدخل شكل آخر من أشكال الفوضى الخلاقة ممثلاً بالوقود (بترول وديزل)، ونتيجة لذلك تعرضت أسر عدنية للإذلال، وذلك أن تنقطع الكهرباء فيلجؤون إلى الماطور فيشترون الوقود، إلا أن الموساد الإسرائيلي أدرك ذلك فأعدم الوقود وضاعف فترة انقطاع الكهرباء فلجؤوا للطاقة الشمسية، إلا أن طول انقطاع الكهرباء يضعف الشواحن وبالتالي تضعف الخدمة.
ومن أشكال الفوضى الخلاقة أعمال الاغتيالات والتفخيخات، ولا تنسوا أننا عشنا قبل أيام ذكرى مرور عام على مجزرة الصولبان، والتي سقط فيها 51 شهيدا من شبابنا، إضافة إلى قوائم الشهداء قبل هذا التاريخ وقوائم الشهداء بعد هذا التاريخ، وكل ذلك يضاعف حجم معاناة العائلات، ويضاعف إقلاق السكينة والأمن في المدينة الطيبة المستهدفة.
لا نختلف نحن من في المدينة بأن البلاطجة المنتشرين في كل مدن المحافظة داخلون في قوام الفوضى الخلاقة، وتجد هؤلاء البلاطجة وهم يرتدون الميري ومدججين بالسلاح بمختلف أنواعه: بنادق آلية، مسدسات، قنابل يدوية، قنابل مسيلة للدموع، قذائف “آر.بي.جي” وبكميات وفيرة، لأنهم عندما يطلقون النار في الهواء فإنهم يطلقون مئات الرصاصات وبمختلف العيارات، ولا يجد السكان من يغيثهم ويبدد مخاوفهم.
البلاطجة يتولون جباية الأموال من أصحاب البسطات والسيارات بحجة دفعها لأسر الشهداء والمصابين، مما يؤكد هشاشة السلطة وهشاشة مراكز الشرطة الموجود فيها أو العاملون فيها ممن يسمون برجال أو شباب المقاومة، أما أصحاب الخبرات فموجودون في البيوت، ولا ترى نفسك إلا أمام مخطط استخباري خارجي يبدو أن الكل شركاء فيه.
ظهر مؤخرا شكلان من أشكال الفوضى الخلاقة تنتزع منك صرخة: “ملعون أبوكي بلد” و “ملعون أبوكم مرتزقة”، وهذا الشكلان هما:
1 - تكرر ظاهرة قتل سائقي سيارات ودراجات نارية ومصادرة ما بحوزتهم من آليات وجوالات ومبالغ نقدية، ولا توجد أي إجراءات رادعة لمثل هذه الظاهرة الخطيرة.
2 - تكرار ظاهرة قذرة وهي ظاهرة إطلاق أو قذف البلاطجة لقنابل مسيلة للدموع في أسواق القات لممارسة البلطجة والنهب، وحتى الآن لم نسمع عن أي إجراء ضدهم.
هذا الواقع القذر الذي تقف وراءه قوى معينة يدفعنا إلى أن نكون أو لا نكون، ونقول كفى!!.. كفى!!، أو بالتعبير الإنجليزي: “!!.. Enough is Enough”. وقد يدفع الموساد وتائر الفوضى الخلاقة إلى حد غير مقبول على الإطلاق، وهو أن يقدم البلاطجة على اقتحام المنازل واغتصاب النساء، لأن عملية الاغتصاب خارج البيت قد رصدت في كم حالة.
كي يعم الأمن والأمان نطالب قوى المجتمع بأن تعمل مع قوى الأمن لحماية المجتمع من كل أشكال الفوضى الخلاقة.
*- الأيام