السيد عبدالرحمن الجفري ينعي بلفقيه ويكشف عن العلاقات الخاصة التي جمعتهما

2017-12-13 04:55
السيد عبدالرحمن الجفري ينعي بلفقيه ويكشف عن العلاقات الخاصة التي جمعتهما
شبوه برس - خاص - جدة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لأول مرة أجد نفسي مشلولا عن الكتابة حائرا ... ما أقول؟!! ومرت أكثر من 48 ساعة منذ علمت بانتقال تاج الفن والأدب والذوق وصديق وأخ لعقود من الزمن... إنه أخي الكبير أبوبكر سالم بن زين بلفقيه...عرفته عن قرب أخا وصديقا وأسطورة جيلنا في فنه وأدبه وعشقه للشعر والأدب وتعلقه العميق بالغنّاء تريم وكل ما تحويه وتضمه من علم وعلماء وصالحين وفن راق.. ثم انتقاله إلى عدن النور التي أصبح متيًماّ بها فأبدع في تغنيه بها في عدة أغنيات من روائعه.

 

ما ذا أقول عن هذا الفقيد العظيم؟! صاحب المشاعر المرهفة والصوت الذي يندر وجوده ويصعب أن تتكرر هذه الموهبة التي حباه الله بها فأسعد بها خلقه... كان ذو وله بالشعر والأدب وذو قلب لا يكره لأنه قد امتلأ حباٌ لكل الناس ولكل ما خلق الله...اتخذ المملكة العربية السعودية وطنا فاحتضنته وأطربها وغنى لها الأروع من أغانيه الخالدة...وحن لجنوبه العربي فمنحه كل فنه وعشقه وخص منه تريم العلم وعدن النور و"سعاد-الشحر" بمحضارها المبدع حسين فجاءت السبيكة الخالده منهما بأروع الأغاني... عشق فن صنعاء فطور موسيقى أغانيه دون إخلال بروحها.. كان متيما بالكويت معزاْ للإمارات العربية ولكل محيطه العربي ...تفاعل في لبنان وتألق في القاهرة التي له فيها صلات فنية وسكن.. كان فقيدنا أينما حل يحل معه الأدب والفن والحب لكل من حوله... إن أنشد حرك الأرواح وإن غنى أنعش القلوب وإن تحدث ، شعراْ أو نثراْ حرك المشاعر والعقول... مهما كتبت فلن أستطيع أن أعطيه ما يستحق أو أن ألم إلا باليسير من ما يستحقه بحق.

 

من المواقف الإنسانية الخاصة.. أننا كنا في لندن وكان في شوق للإتصال بإبنتيه في عدن اللتان حرم من رؤيتهما أكثر من 15 عاما فأحب أن يحادثهما تلفونيا وكان الإتصال بعدن صعبا ويتم عبر حجز مكالمة تتم من لندن عن طريق البحرين... فحجز مكالمة وأعطوه موعدا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل... وسمرنا معا وبعض الإخوان وكان في سرور بالغ متشوقا لسماع ابنتيه.... فأطربنا بأعذب الأغاني....وجاء الموعد للمكالمة ورن التلفون فسارع إليه بفرح شديد وإذا بسنترال لندن يوصله بسنترال بالبحرين الذي يبلغه بأسف أن الخط لم يفتح مع سنترال عدن وكانت صدمة لمشاعر فرحه غنى بعدها عدد كبير من أغاني الحرمان والشوق... بألم الأب المتلهف لسماع ابنتيه. ..

 

وموقف آخر في جدة حيث كان عندي وتحدث عن زواج احدى ابنتيه الذي سيتم في عدن خلال نفس الاسبوع...وكان يقول ياليت احضر زواجها...فشجعتها وحجزنا لسفره اليوم التالي واوصلته الى مقعده في طائرة "اليمدا" ويكاد يطير فرحا لحضور زواج إبنته وللوصول إلى عدن التي يعشقها ولحضرموت التي يتوق لأربجها ولكل جنوبنا العربي... ووصل عدن فضجت عدن بوصوله واحيا فيها حفلة وكذلك بالممكلا... وقد تم استقباله بما يليق به من الجميع ...

 

كان يتمنى أن يغني رائعة شاعر الجنوب العربي عبدالله هادي سبيت رحمه الله .. أغنية "ياباهي الجبين" لكلماتها المتميزة ولحنها المتميز المجدد للألحان اللحجية... وكان يقول "أخاف أن لا أتقن اللهجة اللحجية" مما يدل على مدى إحترامه لفنه وحرصه على الإتقان..

اغنيتان لهما معي ذكرى...أغنية "مرحيب مرحيب يا الطيب الأصلي" ...وأغنية "ياصاحبي" وهي بعد حرب 1994م الظالمة على الجنوب بكى فيها عدن النور....لحنا وكلمات...

 

رحم الله فقيد الجميع وأسكنه الفردوس الأعلى وعصم بالصبر الجميل قلوب أسرته الكريمة ، التي لا شك كان لها دور هام في نجاحه، وأبنائه أديب وأصيل وأليف وأحمد وبنتيه أنغام وألحان... ولا شك أنه ليس كل من عرفه عن قرب ، وأنا منهم ، فقط يستحق العزاء في فقده بل كل عشاقه في كل المنطقة العربية... فقدنا بانتقاله "تاج" الأدب والفن والطرب والمشاعر المرهفة.

 

عبدالرحمن علي بن محمد الجفري

12 ديسمبر 2017